مدينة الخليل القديمة (1565)
تُعدُّ مدينة الخليل واحدة من أقدم المدن العريقة التي مازالت مأهولة في العالم، ويمتد تاريخها إلى أكثر من 6000عام. وهي مدينة مقدسة للديانات السماوية الثلاث، وأصبحت رابع أقدس مدينة إسلاميَّة بعد مكة والمدينة المنورة والقدس؛ ففيها دفن الأنبياء الثلاثة: إبراهيم، وإسحق، ويعقوب وزوجاتهم بالإضافة لسيدنا يوسف. كانت المدينة القديمة تقوم على تل الرميدة الأثريّ حتى بداية الفترة الإسلاميَّة، وعُرِفَت بأسماء متعددة، منها: قرية أربع، نسبة إلى ملكها العربي من العناقين، وباسم حبرون، وحبرى، ومسجد إبراهيم، وخليل الرَّحمن، والخليل (أي الصَّديق) وأسماء أخرى.
يعتبر الحرم الإبراهيميّ الشريف من أهم المعالم الحضارية المميزة للمدينة والذي منحها مكانتها المميزة، وجعلها مقصدًا دينيًّا للمؤمنين والرحَّالة العرب والأجانب الذين أفاضوا في الحديث عنها وعن معالمها الدينيَّة والحضاريَّة. وتقف المدينة التاريخيَّة بهندستها المعماريَّة، المملوكيَّة والعثمانيَّة، والتي تم الحفاظ عليها وصيانتها، شاهدًا على حيويَّة المدينة وتعدديتها الثقافيَّة على مر العصور.
توسعت المدينة القديمة في الوادي المحيط بالحرم الإبراهيمي، وهو مثال بارز للهندسة المعمارية ويوضح مراحل مهمة في تاريخ البشرية وهو أحد العناصر الرئيسية التي شكلت مدينة الخليل القديمة. كانت التقاليد والمعتقدات الدينية والروحية هي أساس الطابع الثقافي للمدينة لعدة قرون. كما يعد موقع المدينة على أحد الطرق التجارية الرئيسية في المنطقة عاملاً هامًا آخر أثر على خصائص المدينة. كما يوجد العديد من المعالم المميزة داخل حدود البلدة القديمة، بما في ذلك الاحواش السكنية والاسواق والخانات والزاويا والمقامات والتكية والحمامات.
ادرجت “الخليل، البلدة القديمة ” على لائحة التراث العالمي وعلى لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر عام 2017 وفق المعايير الثاني والرابع والسادس. حيث تمثل الخليل مثالا مميزا لمدينة لعبت القيم الانسانية وتبادلها دورا أساسيا في تطور عمارتها وتكنولوجية بنائها وفنونها وتخطيطها الحضري ومشاهدها الثقافية. و شكلت القيم والتقاليد الثقافية المستلهمة من حسن الضيافة والكرم لسيدنا إبراهيم مقوم أساسي لهذه المدينة. وهي مجسدة في الكتب السماوية ولا زالت منغرسة عميقا في عادات وتقاليد أهل الخليل ومن الأمثلة على ذلك تكية سيدنا ابراهيم التي مازالت تقدم المائدة الابراهيمية مجانا لزوار الخليل وفقرائها.
كما شكلت الخليل القديمة مثالا بارزا لنمط بناء واسلوب هندسي معماري مميز يظهر في تخطيطها الحضري ومشهدها الثقافي المميز ويشهد على مرحلة مهمة من تطور تاريخ البشرية. حيث يعود التخطيط الحضري القائم للمدينة إلى الفترة المملوكية مع بعض الاضافات العثمانية خاصة في الطبقات العلوية وبعض البيوت المنفردة.