مدينة القدس القديمة وأسوارها(REV148 )

 تُعتبر مدينة القدس من أهم وأكبر المدن الفلسطينية مساحةً وسكانًا وأكثرها أهمية من الناحية الدينية والثقافية والسياسية. تقع ضمن سلسلة مرتفعات فلسطين الوسطى وتتوسط المنطقة الواقعة بين البحر المتوسط والطرف الشمالي للبحر الميت. وتُعد مدينة القدس واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، ومقدسة للديانات السماوية الثلاث. أظهرت الحفريات الأثرية أن تاريخ هذه المدينة قد بدأ منذ أكثر من 5000 سنة، والمُجسد في العديدة من معالمها التاريخية وأماكنها المقدسة التي تزيد عن 220 مكانا ومعلما؛ ككنيسة القيامة التي بنيت في القرن الرابع الميلادي، وتعتبر من أقدس الأماكن المسيحية في العالم والمتعلقة بصلب السيد المسيح وقيامته، والحرم القدسي الشريف الذي بني في القرن السابع الميلادي، ويتضمن العديد من المعالم كمسجد الأقصى وقبة الصخرة التي تمثل احدى روائع الهندسة المعمارية، بالإضافة لحارات وأسواق وأسوار المدينة وبواباتها وغيرها.

لقد عُرفت المدينة عبر تاريخها بأسماء مختلفة: مثل اورساليم، ويبوس، واليا كابتولينا، والمدينة، وبيت المقدس والقدس. ويمثل تاريخها ومعالمها الثقافية والدينة شهادة استثنائية على الحضارات التي نمت وازدهرت خلالها المدينة منذ العصور البرونزية والحديدية، والفترة اليونانية والرومانية والبيزنطية والإفرنجية، والأموية والعباسية والفاطمية والأيوبية والمملوكية والعثمانية.

وتعتبر البلدة القديمة بمعالمها وأسوارها واحدة من أكثر المدن الاسلامية القديمة المصانة بشكل جيد في العالم، وهي تتكون من أربعة أحياء أو حارات تعكس الثقافات المتنوعة والديانات التي احتضنتها المدينة المقدسة، والتي انعكست على تخطيطها وهندستها المعمارية ومبانيها المقدسة، وطرقها وأسواقها وحاراتها السكنية. ولا تزال التقاليد الثقافية والدينية حية في مدينة القدس حتى هذا اليوم، مما جعل منها قلبا نابضا بالتاريخ البشري. وتتويجا لهذه الأهمية الاستثنائية أُدرجت مدينة القدس القديمة واسوارها على لائحة التراث العالمي في عام 1981، وفق المعايير الثاني والثالث والسادس من قبل المملكة الأردنية الهاشمية، وفي العام التالي (1982) تم أدراجها على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر.