مكان ولادة السيد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج – بيت لحم (1433)
أدرجت كنيسة المهد ومسار الحجاج على لائحة التراث العالمي عام 2012 وفق المعيارين الرابع والسادس وعلى لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر في نفس العام بسبب الخطر الناتج من تسرب المياه في سقف الكنيسة مما شكل تهديد على سلامتها. تُعد كنيسة المهد مثالا مميزا لنمط عمارة الكنيسة المبكرة خلال القرنين الرابع والسادس الميلاديين، وذلك بعد تحول الإمبراطورية الرومانية إلى الديانة المسيحية، ويُظهر النمط المعماري للكنيسة أيضا قوة وتأثير المسيحية خلال الفترة الصليبية وتأثيراتها على عمارة وزخرفة الكنيسة وعلى الممارسات الدينية والروحية فيها وعلى الأديرة الثلاثة الرئيسية التي أقيمت في محيطها مشكلة رمزا دينيا وروحيا لأكثر من ملياري مسيحي في العالم. وفي عام 2019م تم اخراج الموقع من قائمة التراث العالمي تحت الخطر بعد أن قامت دولة فلسطين بإنجاز كافة اعمال الترميم للكنيسة وإزالة الخطر الذي كان يهددها.
بيت لحم مدينة مقدسة للمسيحيين والمسلمين تقع على بعد 10 كم جنوب مدينة القدس، وهي تحتضن مكان ولادة يسوع المسيح (سيدنا عيسى)، روح الله وكلمته المتجسدة في العقيدة المسيحية، ونبي بوحي إلهي عند المسلمين. فمنذ القرن الثاني ميلادي على الأقل يُعتقد أن كهف الميلاد في داخل كنيسة المهد هو نفسه المكان الذي ولد فيه السيد المسيح، وهو من أقدس الأماكن المسيحية في العالم الذي شهد بداية المسيحية. أقيمت عليه الكنيسة الاولى (كنيسة القديسة هيلانة) في عام 339 م، وفي عهد الأمبرطور جستنيان (القرن السادس ميلادي) تم بناء الكنيسة الحالية على أنقاض الكنيسة الأولى التي مازالت بعض أجزائها ظاهرة. وفي بداية القرون الوسطى تم دمج الكنيسة ضمن مجمع مباني كنسية أخرى، خاصة الأديرة التي شكلت نمطا معماريا استثنائيا. وتعتبر كنيسة المهد والإضافات المعمارية اللاحقة أقدم كنيسة مسيحية في العالم مازالت مستخدمة حتى اليوم. ويشرف عليها طوائف كنيسة الروم الأرثوذكس وحراسة الأراضي المقدسة والكنيسة الأرمنية وفقا لأحكام الوضع الراهن (الاستاتيكو) للأماكن المقدسة التي وضعتها معاهدة برلين 1878.
لكنيسة المهد ومسار الحجاج قيمة عالمية استثنائية لارتباطهما بمكان ولادة السيد المسيح المخلص ومؤسس واحد من أعظم الأديان السماوية في العالم. وتظهر هذه القيمة في الترابط الزمني والمكاني للكنيسة ومسار الحجاج الذي يعكس أبعاد وتأثيرات مسيحية دينية وروحية وسياسية استثنائية منذ أكثر من 1500 عام. وارتبطت كنيسة المهد بمسار الحجاج، وهو الطريق الذي كان يربط القدس بالمدخل التقليدي لبيت لحم وبكنيسة المهد. ويشهد هذا الشارع احتفالات سنوية خلال أعياد الميلاد كونه الطريق الذي مرت من خلاله السيدة مريم العذراء ويوسف النجار أثناء رحلتهم الى بيت لحم، وتجري فيه مراسم بطاركة الكنائس الثلاث في أعياد الميلاد أثناء زيارتهم الرسمية إلى بيت لحم.