لمحة
عن فلسطين
فلسطين أرض غنية
بالتاريخ العريق وتزخر بتقاليد الضيافة
الأصيلة، ومن مدنها المشهورة القدس وبيت لحم والخليل وأريحا ونابلس ورام الله وغزة
وجنين وطولكرم وسلفيت وطوباس وقلقيلية
ورفح وخان يونس. يرّحب الشعب الفلسطيني بكم لزيارة هذه الأرض المقدسة، التي تحتل
مكانة خاصة بالنسبة للديانات السماوية الرئيسة الثلاث في العالم، وهي نقطة التقاء
لثقافات متنوعة منذ عصور ما قبل التاريخ. ومنذ بداية وصول الحجاج الأوائل، أصبحت
فلسطين مقصدًا للزيارة ويتردد عليها العديد من مشاهير الزوار.
تقع فلسطين بين
ساحل البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن، على مفترق طرق بين أفريقيا والشرق الأوسط،
وفيها تذّكرك وجوه الأشخاص بتاريخها الغني وبالتمازج الحضاري المتنوع والذي يمكن
إدراكه من خلال زيارتك لأي مدينة أو بلدة
فلسطينية. وتفتخر فلسطين اليوم بأنها توفر لزوارها حسن الضيافة، وأماكن إقامة
مريحة وأنيقة، ومطاعم فاخرة، ومعارض فنية راقية. ويوجد في فلسطين فنانين مرموقين،
وحرف يدوية متقنة، ومواقع أثرية ودينية، وسياحية لا حصر لها، وآثار من مختلف
العصور. ولا بد من زيارة هذا البلد الرائع، والذي يمنح الزائر إدركا بالوجه المشرق
للثقافة والتراث والدفء وروح الفكاهة لدى
الشعب الفلسطيني. لذا شارك في القائمة الطويلة للزوار الذين جاءوا عبر القرون من
مختلف أنحاء العالم لمشاهدة هذه الأرض المقدسة فائقة الجمال.
المدن الفلسطينية :
مدينة القدس ( عاصمة فلسطين )
إن القدس مدينة
مقدسة للديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية، إذ يوجد فيها المسجد الاقصى أولى
القبلتين وثالث الحرمين الشريفين الذي أسري إليه بالنبي محمد عليه السلام وعرج
منه إلى السموات العلى، وهي المدينة التي زارها السيد المسيح وعلم فيها، كما شهدت
الاحداث الاخيرة من حياته. والقدس واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، وتظهر بها الحفريات الأثرية
بأن تاريخ المدينة قد بدأ منذ أكثر من 5000 سنة، ويوجد فيها 220 معلمًا اثريًا
وتاريخيًا، ومن أهمها المسجد الأقصى، وقبة الصخرة التي بنيت في القرن السابع
الميلادي؛ وتمثل قطعة رائعة من الهندسة المعمارية، بالإضافة إلى وجود كنيسة
القيامة، وأسوار المدينة التاريخية، وأسواقها المفعمة بالحياة.
عُرفت المدينة
عبر تاريخها بأسماء مختلفة منها اورساليم، ويبوس، وايليا كابيتولينا، والمدينة،
وبيت المقدس، والقدس. ويمثل تاريخها ومعالمها شهادة واضحة لتعاقب الحضارات عليها
والتي تظهر في العصر البرونزي والعصر الحديدي والفترة اليونانية والرومانية
والبيزنطية والأموية والعباسية والفاطمية والأيوبية والإفرنجية والمملوكية
والعثمانية امتدادا حتى وقتنا الحاضر.
وتعتبر البلدة
القديمة في القدس بأسوارها إحدى أكثر مدن العصور الوسطى الإسلامية المحافظ على
طرازها وشكلها بصورة جيدة في العالم، وهي تقسم إلى أربعة أحياء أو حارات: الحي
الإسلامي وحارة النصارى وحي الأرمن والحي اليهودي. وكانت المدينة القديمة موطنا
للعديد من الثقافات المتنوعة، والتي انعكست في تخطيطها وهندستها المعمارية
ومبانيها المقدسة، وكذلك في طرقها وأسواقها وأحيائها السكنية. ولا تزال التقاليد
الحية في مدينة القدس بارزة حتى يومنا هذا، وتجعل منها قلبا نابضا بتاريخ البشرية.
وقد أُدرجت القدس في عام 1982 على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، بواسطة
المملكة الأردنية الهاشمية.
المسجد الأقصى المبارك
يُعرف المسجد الأقصى أيضًا باسم الحرم الشريف، ويشمل في محيطه
مسجد قبة الصخرة، ويعتبر ثالث أقدس مكان للمسلمين بعد الكعبة المشرفة في مكة
المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة. ويمتد المسجد الأقصى على مساحة كبيرة
قدرها 140,900 مترًا مربعًا، ويشكل
المسجد مع حدائقه وأروقته خمس البلدة القديمة في القدس. ويعلو المسجد قبة فضية،
وقد بناه الخليفة الوليد بن عبد الملك ليكون مكانا للعبادة إلى جوار قبة الصخرة.
وبُني المسجد ما بين عام 709-715م، وأعيد بناؤه ست مرات على الأقل، ولم يبق من
معالم المسجد الأصلي في بنائه الحالي إلا القليل.
مسجد قبة الصخرة المشرفة
يقع مسجد قبة
الصخرة في الحي الإسلامي في البلدة القديمة، وهو جزء من الحرم القدسي الشريف،
وتشير الصخرة إلى المكان الذي عرج منه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء
العلى، بعد رحلة ليلية الاسراء والمعراج من مكة المكرمة إلى القدس الشريف. وتعتبر
قبة الصخرة أيضا من أقدم أماكن العبادة وأفخمها في العالم الإسلامي، وبنيت في
نهاية القرن السابع الميلادي من قبل الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وهي بناء
مثمن الشكل من الخارج وتعلوه قبة براقة مكسوة بالذهب، ويعتبر مسجد قبة الصخرة تحفة
معمارية فنية فريدة.
كنيسة القيامة
وهي الكنيسة
القائمة فوق مكان صلب ودفن السيد المسيح وقيامته وذلك حسب المعتقد المسيحي، وهي
أقدس الكنائس للمسيحيين في العالم. تقع الكنيسة في حارة النصارى في البلدة
القديمة، وقد قامت والدة الإمبراطور قسطنطين القديسة هيلانة ببناء الكنيسة فوق
معبد وثني والذي أقيم في الفترة الرومانية. وأعيد بناء الكنيسة على مدى أجيال
متعاقبة، أما البناء الحالي فقد أقامه الفرنجة في القرن الثاني عشر الميلادي، وهو
يحتوي على المراحل الخمسة الأخيرة من طريق الآلام (درب الصليب). وتحتوي الكنيسة
على مصلى فوق الجلجلة التي ارتبطت بصلب السيد المسيح فوقها، بالإضافة إلى القبر
المقدس حيث دفن، ومصلى لمريم المجدلية حيث ظهر المسيح القائم من الموت لأول مرة.
قبر البستان
يقع قبر البستان خارج أسوار البلدة القديمة، على مقربة من باب
العامود (بوابة دمشق). وتجعل البساطة والجمال والأجواء الهادئة في قبر البستان
مكان مفضلا للصلاة والتأمل. ويجد بعض المسيحيين ان الصلاة بالقرب من القبر المحفور
في الصخر مفيدة، حيث يعيش المؤمن تجربة الصلب والقيامة، إذ يعطي المكان صورة واضحة
عن الصلب والدفن زمن السيد المسيح.
درب الآلام
بحسب المعتقد
المسيحي هي الطريق التي سلكها السيد المسيح حاملا صليبه على كتفيه. ويمتد درب الآلام من قلعة انطونيا حيث حكم عليه بالموت إلى
الجلجلة؛ المكان الذي صُلب فيه. ويتم إحياء ذكرى درب الآلام في أربع عشرة مرحلة،
تقع اثنتان منها في قلعة انطونيا، وسبع في طرق البلدة القديمة، وتقع المراحل الخمسة
الأخيرة في داخل كنيسة القيامة.
جبل الزيتون
يقع جبل الزيتون
إلى الشرق من مدينة القدس بجانب وادي قدرون. ومن أعلى هذا الجبل يمكن مشاهدة منظر
أخّاذ للبلدة القديمة، كما يمكن مشاهدة منظر خلّاب للبحر الميت وجبال موآب في
الشرق، إضافة إلى منظر غروب الشمس المذهل. يرتبط جبل الزيتون بعدد من أهم الأحداث
في حياة السيد المسيح. ويعتقد المسيحيون إن السيد المسيح، روح الله وكلمته
المتجسدة، قد صعد إلى السماء من هذا المكان. وقد تمّ تحديد الموقع بإقامة كنيسة
الصعود، حيث تنبأ المسيح بخراب مدينة القدس، وعلّم تلاميذه الصلاة الربانية (كنيسة
أبانا الذي)، وبكى على المدينة المقدسة أثناء ذهابه إليها يوم أحد الشعانين (كنيسة
المبكى السيّدي). ولعل المظهر الذي يلفت الانتباه بصورة كبيرة للجبل اليوم هو
كنيسة القديسة مريم المجدلية الروسية للروم الأرثوذكس، التي تتميز بأبراجها ذات
القباب البيضاوية المذهبة.
حديقة الجسمانية (كنيسة جميع الأمم)
تقع كنيسة جميع
الأمم على سفح جبل الزيتون، وقد بُنيت الكنيسة الأولى في الفترة البيزنطية عام
379م، فوق الموقع الذي صلى فيه السيد المسيح الصلاة الاخيرة وتألم، فأصبح المكان
مقدسا. وتعتبر الكنيسة الحالية واحدة من أجمل الكنائس في مدينة القدس، وبُنيت بين
عام 1919 وعام 1924، وسمُيت بكنيسة جميع الأمم نظرًا لمساهمة ست عشرة دولة أوروبية
في بنائها.
وتحتوي حديقة
الجسمانية اليوم كما كانت قبل أكثر من 2000 عام على عدد من أقدم أشجار الزيتون في
العالم. وكانت هذه الحديقة مكانا مفضلا لدى السيد المسيح للصلاة والتأمل، وخاصة
الصخرة التي قضى ليلته الأخيرة يصلي بجوارها.
وادي قدرون
يفصل وادي قدرون
جبل الزيتون عن مدينة القدس. وقد عبر السيد المسيح هذا الوادي مرات عديدة، بما في
ذلك مساء يوم الخميس المقدس عندما ذهب مع تلاميذه إلى حديقة الجسمانية. وتقع في
هذا الوادي المقابر القديمة لابشالوم ويهوشفاط والقديس زكريا، كما تمتد على طول
الوادي مقابر المسيحيين والمسلمين واليهود، إذ يرتبط وجودها في هذا المكان ارتباطا
وثيقا بيوم القيامة.
قبر مريم العذراء
توفيت العذراء
مريم وفقا للتقليد المسيحي في مدينة القدس ودفنت في وادي قدرون. وقام الإفرنجة
ببناء الكنيسة الحالية على انقاض كاتدرائية بيزنطية لتحديد مكان قبر مريم العذراء
وارتفاعها إلى السماء.
بيت عنيا (العيزرية)
تقع بيت عنيا
على بعد ميلين إلى الشرق من مدينة القدس على المنحدر الشرقي من جبل الزيتون، وهي
بيت اليعازر وشقيقتاه مريم ومرثا الذين أحبهم يسوع. وعُرفت القرية منذ القرن
الرابع الميلادي باسم العيزرية نسبة إلى اليعازر، وهي المكان الذي قام فيه يسوع
بالمعجزة الكبرى: إقامة اليعازر من بين الأموات.
مدينة بيت لحم
بيت لحم مدينة
مقدسة للمسيحيين والمسلمين، فهي مكان
ولادة يسوع المسيح (سيدنا عيسى)، روح الله وكلمته المتجسدة في العقيدة المسيحية،
ونبي بوحي إلهي بالنسبة للمسلمين. وكنيسة المهد كنيسة بيزنطية، قامت ببنائها القديسة
هيلانة (والدة الإمبراطور قسطنطين) لإحياء ذكرى ولادة يسوع المسيح. وقد بُنيت
الكنيسة فوق المغارة التي وُلد فيها يسوع وفقا للتقليد المسيحي والذي تمّ توثيقه
في القرن الثاني الميلادي. وقد تمّ تدشين كنيسة المهد في العام 339 للميلاد.
يقع أقدم وجود بشري في مدينة بيت
لحم على المنحدر الشرقي للتلة الواقعة وسط المدينة وفي وسط الحقول الممتدة لمدينة
بيت ساحور. وربما كانت مدينة العصر الحديدي تقع في هذا المكان، ثم أصبحت بحلول
القرن العاشر حتى القرن الثامن قبل الميلاد تقع على قمة المرتفع الجبلي في منطقة
تكثر فيها الأشجار حول كنيسة المهد وشرقها، حيث كانت الكهوف الموجودة تحت الكنيسة
تستخدم في تلك الفترة المبكرة. وفي العام 700 ق.م فقدت المدينة شيئا من أهميتها
لكنها عادت لكي تصبح مرة أخرى مركزًا هامًا في الفترتين اليونانية والرومانية، بعد
أن تمّ بناء القناة المائية لمدينة القدس وتحويل جزء من مياهها إلى مدينة بيت لحم.
وقد حُددت ولادة
السيد المسيح في بيت لحم في نهاية عهد هيرودس مستقبل المدينة، وقد تمّ بناء كنيسة المهد في عهد
الإمبراطور قسطنطين وكانت واحدة من ثلاث
كنائس بنيت في فلسطين. واستقر القديس جيروم في نهاية القرن الرابع في بيت لحم،
وقام ببناء دير للرهبان ودير للراهبات بمساعدة القديسة بولا. تعرضت كنيسة المهد
للتدمير في العام 529 م، ثم أعيد بناؤها على نطاق أوسع في عهد الإمبراطور
جوستنيان، وما يزال هذا البناء قائمًا حتى يومنا هذا. وقد ظهرت صورة الكنيسة على
خارطة مادبا الفسيفسائية في القرن السادس الميلادي.
وتعد كنيسة المهد من
أهم المعالم الموجودة في بيت لحم، وتحيط بها مواقع أخرى هامة ترتبط بميلاد السيد
المسيح منها مغارة الحليب التي تقع إلى الجنوب الشرقي من الكنيسة، وهي كهف غير
منتظم الشكل محفور في حجر جيري لين. وكانت العذراء مريم وفقا للتقاليد المسيحية
ترضع الطفل يسوع هناك وهي مختبئة من جنود هيرودس. كما يقع حقل الرعاة الذي ظهرت
فيه الملائكة وبشرت الرعاة بولادة السيد المسيح على بعد 2 كم تقريبا شرق المدينة.
وهنالك روايتين مختلفتين لموقع ظهور الملائكة، واحدة خاصة بالكاثوليك والأخرى خاصة
بالروم الارثودكس.
ويجري في البلدة
القديمة في بيت لحم كل عام مجموعة واسعة من الأنشطة الدينية التقليدية، إذ تسير
مواكبا دينية مختلفة خلال مراسم الاحتفال بعيد الميلاد، وتمر عبر طريق الحجاج الذي
يمتد على طول شارع النجمة، كما تستضيف ساحة المهد في كل عام احتفالا كبيرًا
بمناسبة ذكرى ميلاد يسوع المسيح (عيسى عليه السلام).
كنيسة المهد
تعد كنيسة المهد من
أقدم الكنائس في الأرض المقدسة التي لا زالت تستخدم حتى يومنا هذا. وقد بنيت
الكنيسة الأولى برعاية القديسة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين، التي جاءت في
رحلة حج إلى فلسطين عام 325م من أجل البحث عن المواقع المرتبطة بحياة يسوع المسيح،
والتي يبجلها المسيحيون منذ الأيام الأولى للمسيحية. وقد اختارت القديسة هيلانه
مغارة الميلاد كموقع لبناء كنيسة ضخمة في المكان التقليدي لولادة يسوع المسيح،
واكتمل بناء الكنيسة في عام 339م. ويوجد مجموعتان من الأدراج على جانبي الهيكل
الرئيس داخل الكنيسة، وتؤدي إلى المغارة التي ولد فيها يسوع المسيح. توجد في
المغارة نجمة فضية فوق ارضية بيضاء من الرخام، تحمل نقشا باللغة اللاتينية يقول:
“هنا ولد المسيح من العذراء مريم”. وشكلت لجنة فلسطينية رئاسية في عام
2010 لإعادة إعمار سقف الكنيسة الذي كان بحاجة ماسة إلى الإصلاح، كما تم في عام
2012 إدراج كنيسة المهد وطريق الحجاج في المدينة على قائمة
التراث العالمي.
مغارة الحليب
إن مغارة الحليب
وفقا للتقاليد هي المكان الذي أرضعت فيه مريم العذراء الطفل يسوع، عندما كانت
مختبئة من جنود هيرودس قبل الهروب إلى مصر. وهي مغارة غير منتظمة الشكل محفورة
داخل صخر جيري لين أبيض اللون. ويعتقد ان قطرات من حليب العذراء مريم قد سقطت على
الصخر الذي تحول إلى اللون الأبيض. ويبجل المسيحيون والمسلمون هذا المكان، وقد عُرف عن هذه الصخور البيضاء بلون الحليب
قدرتها على الشفاء، وزيادة غزارة الحليب لدى النساء المرضعات.
حقل الرعاة
يقع حقل الرعاة
في مدينة بيت ساحور على بعد 2 كم إلى الشرق من مدينة بيت لحم. وهذا المكان هو
الموقع الذي ظهر فيه ملاك الرب للرعاة ليبشرهم بالأخبار السّارة عن ولادة الطفل
يسوع: “وظهَرَ معَ المَلاكِ بَغتةً جُمهورٌ مِنْ جُندِ السَّماءِ، يُسبِّحونَ
الله ويقولونَ: المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة“.
دير القديس ثيودوسيوس
يقع هذا الدير الذي
بناه القديس ثيودوسيوس عام 500 م، بالقرب من بلدة العبيدية التاريخية التي تبعد 12
كم إلى الشرق من مدينة بيت لحم. ويشير كهف بجدران بيضاء إلى المكان الذي دفن فيه
القديس ثيودوسيوس. ويقول التقليد المسيحي أن الرجال الحكماء قد استراحوا في مكان هذا الدير بعد أن حذرهم الله في الحلم بأن لا يعودوا إلى هيرودس.
دير مار سابا
يقع هذا الدير
على بعد 15 كم إلى الشرق من مدينة بيت لحم، وقد بُني الدير في الصخر على سفح أحد
الجبال، بشكل يطل على وادي قدرون. ويبدو مشهد هذا الدير خلّابا عند مشاهدته للوهلة
الأولى. ويحافظ الرهبان فيه على أسلوب حياة لم يتغير منذ زمن الإمبراطور قسطنطين.
ولا يزال الدير يحتفظ بالعديد من تقاليده الخاصة، ومن أهمها فرض القيود على دخول
النساء. وقد أسس هذا الدير القديس سابا (439-532م) رئيس حياة الرهبنة في الفترة
البيزنطية.
مسجد بلال (قبر راحيل)
يقع على الطريق الرئيس
بين القدس والخليل، بالقرب من المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم. يشير هذا المبنى
الصغير إلى القبر التقليدي لراحيل زوجة يعقوب. ويعتبر هذا المكان مقدسًا بالنسبة
للمسلمين والمسيحيين واليهود، ويُعرف حاليًا باسم مسجد بلال بن رباح، وقد بُني
المسجد وهذا المزار خلال العهد العثماني.
ارطاس
تقع هذه القرية
الصغيرة في واد خصيب على بعد 3 كم إلى الجنوب من مدينة بيت لحم. وقد اشتق اسمها من
الكلمة اللاتينية “هورتوس” والتي تعني الجنة. ويُحتمل أن تكون القرية قد
سُميّت كذلك بسبب نباتاتها الخصبة وتربتها الغنية. وتحتوي ارطاس على العديد من
المعالم الأثرية والتاريخية، بما في ذلك دير وآثار قلعة وكنيسة من عهد الإفرنجة،
إضافة إلى العديد من المواقع الرومانية والبيزنطية والإسلامية والإفرنجية. ويوجد
في قرية ارطاس دير الجنة المقفلة الملفت للنظر، والذي تحيط به التلال بحقولها
الخضراء ومدرجاتها الزراعية.
برك سليمان
تقع برك سليمان في
واد صغير بين أشجار الصنوبر على بعد 4 كم إلى الجنوب من بيت لحم. وهي تتكون من
ثلاثة خزانات ضخمة مستطيلة الشكل مبنية من الحجارة، وتتسع لما يقرب من 160 ألف متر مكعب من الماء. ورغم أن التقاليد
تربط هذه البرك بالملك سليمان، إلا أنها تعود بشكل مؤكد إلى زمن الملك هيرودس،
ويمكن أن تكون قد صممت من قبل بيلاطس البنطي. وربما أن المقصود هو سليمان القانوني
الذي حكم من 1520-1566م، وكانت مياه الأمطار والينابيع تتجمع في هذه البرك، ثم
تنقل عبر قنوات إلى بيت لحم والقدس. وقد بقيت تعمل حتى فترة الانتداب البريطاني. تقع
بجانبها قلعة البرك وهي قلعة عثمانية يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر، وبُنيت
بالقرب من برك سليمان لحماية مصادر المياه فيها والطريق التجاري ومقطع طريق الحج
الذي كان يصل بين مدينة القدس والخليل.
قلعة جبل الفرديس (هيروديون)
تقع على بعد 6
كم جنوب شرقي بيت لحم. بنيت هذه القلعة بشكل دائري على قمة التل، في عهد الملك
هيرودس ما بين 22-15ق.م. وأحاط بها سوران، ولها أربعة أبراج، اكبرها بقطر 18م.
وتحتوي الفلعة على غرف محصنة، وبقايا لقصر ضخم، وحمامات، وأماكن تخزين، وصهاريج
لجمع الماء، بالإضافة الى مسرح صغير على منحدره. وتوجد حدائق وبركة كبيرة أسفل اقدام القلعة. تشرف القلعة
على المنطقة المحيطة بها، ومن قمتها يمكن مشاهدة منظر رائع للبحر الميت. وتنسب
الروايات التاريخية بأن هذا الموقع هو المكان الذي دفن فيه الملك هيرودس.
مدينة بيت جالا
تقع هذه المدينة
الجذابة على بعد 2 كم إلى الغرب من مدينة بيت لحم، وهي مدينة كنعانية قديمة، يعني
اسمها باللغة الآرامية “سجادة العشب”. يوجد فيها معهد لاهوتي، والعديد
من الأديرة والكنائس القديمة، ومن أشهرها كنيسة القديس نقولا المعروفة ببرجها
المربع وقبتها الذهبية. ويقع في أطراف المدينة دير الكريمزان الذي يحتوي على مدرسة
ومكتبة، ويشتهر بنبيذه الممتاز. وتشتهر بيت جالا أيضا بزيت الزيتون الفاخر. وتقع
المدينة ذات المناظر الجميلة على تلة منحدرة، وهي في فصل الصيف أكثر برودة من
مدينتي بيت لحم والقدس، مما يجعلها منتجعًا
صيفيًا مشهورًا.
كنيسة القديس جورج في الخضر
أنشئت كنيسة
القديس جورج عام 1600م، وأعيد بناؤها عام 1912م، ويحج الناس إليها لتكريم القديس
جورج (الخضر)، وهو الجندي الراهب الذي قتل التنين. ويتم تكريم القديس جورج لكونه
قادرا على درء العين الشريرة. ويقول التقليد الإسلامي انه قد غادر بلدته الأصلية
التي ولد فيها وهي اللد، واستقر في هذه القرية التي تحمل اسمه اليوم. ويأتي
المسلمون والمسيحيون في كل عام في يوم عيد هذا القديس، للاحتفال بهذا الشفيع
المشترك بينهما، والذي تعزى إليه العديد من البركات المختلفة. والقديس جورج هو
شفيع المزارعين والمسافرين والمرضى عقليا. ووفقا للاعتقاد السائد، يتم ربط
المجانين بالسلاسل إلى حلقة في الجدار المرتبط بفناء الكنيسة، كما يعتقد بأنه يؤدي
إلى شفائهم من الجنون بشفاعة من القديس جورج (الخضر).
مدينة بيت ساحور
تقع هذه المدينة
التاريخية على بعد كيلومتر واحد إلى الشرق من مدينة بيت لحم، ويعني اسمها
“بيت السهر” نسبة إلى الرعاة الذين يسهرون على قطعان أغنامهم. وقد سكن
الكنعانيون في العديد من كهوفها، وهي اليوم موطن العديد من الأديرة والكنائس التي
تشير إلى موقع حقل الرعاة وحقل راعوث وبئر السيدة العذراء.
البرية: الصحراء الجبلية والكهوف والأديرة
إن البرية منطقة شبه
قاحلة تتكون من جبال صحراوية، هضابها متآكلة، وتربتها سطحية خالية من الأشجار،
ويحيط بها أودية تتجه نحو البحر الميت. تقع إلى الشرق من جبال فلسطين الوسطى،
وتصنف على أنها منطقة حارة، وتسقط فيها كميات قليلة جدًا من الأمطار (بين 400 ملم
إلى 150 ملم من الغرب إلى الشرق).
ولقد أوجد التشكيل
الجيولوجي الفريد، والموقع الجغرافي الحيوي، ووفرة المياه من السيول في فصل الشتاء
والينابيع الدائمة في أوديتها، تنوعًا طبيعيًا نادرًا. وتعد منظمة حياة الطيور
العالمية هذه المنطقة من المناطق المهمة لتواجد الطيور، وأحد طرق الهجرة الرئيسة
للعديد من أنواع الطيور في جميع أنحاء العالم.
وتتميز البرية بأنها
غنية بالتراث الثقافي. فقد أظهرت التنقيبات الأثرية استمرار الوجود البشري في
أجزاء مختلفة منها ابتداءً من العصر
الحجري القديم وحتى العصور الحديثة.
وتشتهر على وجه الخصوص بأنها كانت مأهولة في فترة ما قبل التاريخ، أي حوالي قبل
يقل عن (100,000– 10,000
ق.م) في الجزء الشمالي من وادي خريطون، حيث توجد ثلاثة كهوف تعرف
باسم عرق الأحمر وأم قلعة وأم قطفه، واستخدمت كمساكن في مناطق طبيعية مشجرة وتطل
على وادي كانت المياه تجري فيه. وجاءت أقدم الأدلة على الوجود البشري من كهف أم
قطفه – المقابل لدير الرهبان البيزنطي – وفيه تمّ التعرف على أقدم اكتشاف
للاستخدام المنزلي للنار في فلسطين.
وكانت البرية عبر
تاريخها الطويل مكانا للجوء، وفيها قام السيد المسيح بالتجربة وصام أربعين يومًا
وليلة. بدأ النساك العيش في كهوف هذه المنطقة بعد انتشار الديانة المسيحية، وقاموا
ببناء سلسلة من الأديرة التي شكلت فيما بعد مركزًا لحياة الرهبنة. وأقيمت سلسلة من
الأضرحة (المقامات) في المنطقة خلال الفترات الإسلامية، بما في ذلك الخان الأحمر
ومقام النبي موسى، وتعد هذه المواقع بالنسبة للمسلمين أماكن هامة على طريق الحج
إلى مكة المكرمة.
مدينة الخليل (خليل الرحمن)
مدينة الخليل أو
خليل الرحمن، هي واحدة من أقدم المدن المأهولة بصورة مستمرة في العالم. وأقدم سكن
فيها يقع على تل الرميدة إلى الجنوب الغربي من المدينة التاريخية الحالية. وتظهر
التنقيبات الأثرية طبقات متعددة من مساكن يعود تاريخها إلى العصر الحجري النحاسي
(نحو 4500-3200 ق.م) وصولا إلى العصر الأموي (661-750م). عُرفت المدينة بأنها مكان
دفن الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب وزوجاتهم. وخلال الفترة الرومانية بنى هيرودس
الكبير (73-4 ق.م) جدارا ضخما حول المغارة التي تحوي قبور الأنبياء. وتحول هذا
المكان بعد أن استولى الإفرنجة على المدينة (عام 1099م) إلى كنيسة، ثم تحول إلى
مسجد بعد أن استعاد صلاح الدين الأيوبي السيطرة على المدينة في عام 1187م. وبالقرب
من محراب المسجد وضع منبر منحوت من خشب الجوز، والذي قام صلاح الدين الأيوبي
بإحضاره من مصر. ويعتقد بأنه من أقدم المنابر الإسلامية المصنوعة من الخشب.
أصبحت الخليل بعد
الفتح العربي الإسلامي، المدينة المقدسة الرابعة في الإسلام، بعد مكة المكرمة
والمدينة المنورة والقدس الشريف. وكان يقصدها الحجاج المسلمون للزيارة من جميع
أنحاء العالم. وتم تكريم وتقديس البلدة والمسجد الإبراهيمي من قبل حكام الدول
الإسلامية المتعاقبين ومن العلماء وسائر المؤمنين.
ازدهرت المدينة
خلال حكم المماليك (1250-1516م)، وأصبحت مركز مشهورا للحركة الصوفية. وجرى بناء
المئات من المعالم الدينية الإسلامية والتاريخية على مقربة من قبور الأنبياء في
الحرم الإبراهيمي. وشهدت مدينة الخليل توسعا عمرانيا خلال الحكم العثماني
(1517-1918م)، وأخذت فيه البلدة القديمة شكلها وحدودها الحالية.
ولا زالت الهندسة المعمارية
المقامة على الطراز المملوكي تهيمن على تخطيط المدينة، فهي من المدن الإسلامية
القليلة التي حافظت على شكلها الأصلي، ويظهر ذلك للعيان من خلال نسيجها الحضري
وهندستها المعمارية المرموقة، وتعززت مكانة المدينة بفنونها الحرفية الفريدة –
ومنها الأواني الفخارية والزجاجية المشهورة التي تعود إلى أصول مملوكية – إضافة
إلى الحياة التقليدية فيها.
البلدة القديمة في الخليل
تقع البلدة القديمة في الجنوب الشرقيّ من مدينة الخليل ويتوسطها الحرم
الإبراهيميّ الشَّريف. تأسست في موقعها الحالي خلال الفترة الإسلاميَّة المبكرة
عندما انتقلت من تل الرميدة إلى جوار الحرم الإبراهيميّ ومحيطه، ثم خضعت المدينة
لسيطرة الصليبيين عام 1099م. حتى حررها القائد صلاح الدين الأيوبيّ عام 1187م.
فأعاد لها هيبتها ومكانتها، وشجع جيشه المُكوَّن من الأتراك والأكراد والمغاربة
والعرب على الإقامة فيها فشكَّلوا مع أهلها نسيجًا اجتماعيًّا وثقافيًّا مميزًا
انعكس لاحقًا على تكوين حاراتها ونسيجها العمراني. ازدهرت المدينة في الفترة
المملوكيَّة وأصبحت مركزًا حضاريًّا ودينيًّا مرموقًا، ونسجت البلدة القديمة
عمرانها في محيط الحرم الشَّريف وجنباته، وضَمَّت أطيافًا اجتماعيَّةً مختلفة
عَمَّرت حاراتها، وأحواشها، وشوارعها، وأسواقها، وخاناتها، ومساجدها، وزواياها،
ومدارسها. كما ضَمَّت ثلاث عشرة حارة هي: القلعة، والخدمة، والمدرسة، والمحتسبين،
والسواكنة، والعقابة، والقزازين، والحوشية، وبني دار، والمشارقة، وقيطون، وحارة
الشيخ علي البَكَّاء. وخلال الفترة العثمانيَّة شهدت المدينة توسعًا عمرانيًّا
أعطاها شكلها وحدودها الحاليين ضمن نطاق البلدة القديمة.
تعتبر المباني في البلدة القديمة نموذجًا لفن العمارة الإسلاميَّة
التي يغلب عليها الطابع المملوكيّ والعثمانيّ، وبالرغم من تعرض البلدة لزلزاليْن
في عامي 1837م. و1927م. إلا أنَّ عمليات الإعمار المستمرة حافظت على طرازها الأصلي
مما سمح بالحفاظ على الهويَّة والقيم المعماريَّة والاجتماعيَّة والثقافيَّة
والاقتصاديَّة للمركز التاريخيّ فيها.
الحرم
الإبراهيميّ (المسجد الإبراهيميّ)
يقع في الركن الجنوبيّ الشرقيّ من
المدينة الحديثة، في حين كان يتوسطها قديمًا، وتحيط به الأحياء من كل ناحية. يعتبر
رابع مقدسات الإسلام، وثاني مقدسات فلسطين بعد المسجد الأقصى. استمرت قدسيَّة
المكان والتبرُّك به وبمشاهدة قبور الأنبياء من صدر الإسلام حتى يومنا هذا. والحرم
الإبراهيميّ من أهم المنشآت المعماريَّة التي ارتبطت بمدينة خليل الرحمن وتاريخها.
يُعتَقد أنَّ النَّبيَّ إبراهيم، عليه السلام، سكن مدينة الخليل، وعاش فيها خلال
العصر البرونزيّ الوسيط؛ أي قبل حوالي 4000 سنة من وقتنا الحالي؛ فعندما تُوفِيت
زوجته سارة دفنها في مغارة المكفيلية التي تقع أسفل الحرم، وعندما تُوفِي عليه
السلام دُفِن في نفس المغارة بجوار زوجته، ومن بعده دُفِن إسحق ويعقوب وزوجاتهم
(سارة، ورفقة، وليقة) ولاحقًا أقيم في الموقع ضريح للنبيّ يوسف عليه السلام.
بُنِيَ الحرم الإبراهيميّ داخل الحير
(السور) الذي أنشأه الملك هيرود الأدومي حاكم فلسطين في الفترة الرومانيَّة
المبكرة ( 37– 4 ق. م.) وهو مبني بحجارة منحوته ضخمة يزيد طول بعضها عن سبعة أمتار
ونصف، وعرضها يقارب المتر، ويزيد ارتفاع جدران المسجد عن خمسة عشر مترًا.
وفي الفترة البيزنطيَّة بنيت كنيسة داخل الحير، إلا أنها هُدمت أثناء الغزو
الفارسيّ لفلسطين عام 614م. وبعد الفتح العربيّ الإسلاميّ لفلسطين عام 636-637م.
حظي الحرم الإبراهيميّ باهتمام خاص، وأُقِيم المسجد، وبُنيت المقامات على
قبور الأنبياء، ووُضِعَت الشواهد عليها. وأصبحت الخليل، في الفترة العربيَّة
الإسلاميَّة، المدينة المقدسة الرابعة، حيث يقصدها الحجاج المسلمون للزيارة من
أنحاء العالم كافَّة، ولاقت كل التبجيل والتقديس من حكام الدول الإسلاميَّة
المتعاقبين ومن العلماء وسائر الوافدين.
وبعد الاحتلال الصليبيّ لفلسطين عام
1099م. تَحوَّل المسجد الإبراهيميّ إلى كنيسة، وسميت الخليل باسم قلعة القديس
أبراهام، وفي عام 1187م. استعادها صلاح الدين الأيوبيّ وحَوَّلَ الكنيسة إلى مسجد،
ونقل إليه منبر مسجد مدينة عسقلان، وهو الآن من التحف الخشبيَّة النَّادرة، وأضيف
إليه أربع مآذن بقي منها اثنتان.
بعد الاحتلال الإسرائيليّ للضفة الغربيَّة عام 1967م. سيطر الجيش
الإسرائيليّ على الحرم الإبراهيميّ، وفي عام 1994م. قام أحد المستوطنين المتطرفين
بارتكاب مجزرة راح ضحيتها 29 شهيدًا من المصلين، ثم مُنِع الفلسطينيون من استخدام
قسم كبير من الحرم ووضعت على مداخله بوابات إلكترونيَّة.
بير حرم الرَّامة (ممرا)
يقع على بعد
كنيسة المسكوبيَّة
تقع في حديقة
الروس الأرثوذكس في ظاهر مدينة الخليل الغربي. وقد بُنيت الكنيسة في مطلع القرن
العشرين، وتبلغ مساحتها حوالي 600 مترًا مربعًا. يوجد في الموقع بقايا بلوطة
معمرة، وهي اليوم ميتة، حيث تذكر بعض الروايات أنَّ الملائكة ظهرت لإبراهيم عليه
السلام في هذه البقعة حين بشرته بابنه إسحق إلا أنَّ الرواية التقليدية تربط هذا
الحدث بحرم الرامة.
مدينة حلحول
تقع هذه القرية
الجميلة والخصبة على بعد 5 كم شمال مدينة الخليل، وتنتشر فيها كروم العنب
واللوزيات، وتنتج كميات وافرة من عنب الخليل المشهور محليًا وعالميًا. ويقع على أطراف
البلدة القديمة مسجد النبي يونس، الذي بُني وفقا للتقاليد الإسلامية على قبر النبي
يونس عليه السلام.
مدينة أريحا
تقع مدينة أريحا
على بعد 36 كم شرق مدينة القدس، على الطريق المؤدي إلى عمان، وعند تقاطع الطريق
السريع الذي يؤدي إلى الجليل. ويوجد في المدينة موقع تل السلطان الذي يمثل مدينة
أريحا القديمة، التي تعتبر أقدم مدينة في العالم وأخفضها (258م تحت مستوى سطح
البحر)، ويرجع تاريخها إلى أكثر من 10 آلاف سنة من وقتنا الحالي. وقد نشأت المدينة
حول نبع عين السلطان الدائم، في منطقة تتميز بتربتها الطينية الخصبة، التي جذبت
مجموعات الصيد والالتقاط القديمة للإقامة فيها، ومن ثم البدء بعملية تدجين
النباتات والحيوانات. وتُعرف عين السلطان أيضا بعين اليشع، حيث قام النبي اليشع
بتطهير المياه في أريحا.
ومناخ أريحا المعتدل
في فصل الشتاء يجعلها منتجعا شتويا مفضلا، وبصورة دائمة تكون درجات الحرارة فيها
أكثر دفئا مقارنة بغيرها من المدن الأخرى في فلسطين، وتكون حارة صيفا وذلك بسبب
انخفاضها وارتفاع الجبال المحيطة بها. وهي منطقة زراعية هامة بسبب خصوبة تربتها
وتوفر المياه فيها، وتشتهر بإنتاج الفواكه والخضار الطازجة على مدار العام، كما
تشتهر بالتمور والموز والحمضيات بصورة خاصة.
تل السلطان (أريحا القديمة) أقدم مدينة في العالم
يقع تل السلطان
في الجزء السفلي من سهل وادي الأردن على بعد 10 كم إلى الشمال من البحر الميت. وهو
على انخفاض 250م تحت مستوى سطح البحر الأبيض المتوسط، وله تاريخ يعود إلى فترة
العصر الحجري الحديث. وأريحا القديمة هي أخفض وأقدم مدينة على وجه الأرض، وتبلغ
مساحة التل الذي تم العثور فيه على أنقاض البلدة القديمة حوالي فدان واحد.
وقد ورد ذكر مدينة
أريحا القديمة في العديد من المصادر التاريخية، وتشير اللقى من الحفريات الحديثة
في الموقع إلى أن اسمها قد نقش على أختام (جُعران) من الألف الثانية قبل الميلاد
من العصر البرونزي الوسيط (الفترة الكنعانية). وكشفت الحفريات المتعاقبة في الموقع
عن تاريخ حضاري يمتد نحو 10 آلاف سنة. وتعود أقدم هذه الآثار إلى الحضارة النطوفية
(10-8 آلاف سنة قبل الميلاد)، وتتكون من أدوات صوانية، والتي تدل على وجود سكن
نطوفي بالقرب من عين السلطان. وتظهر أقدم البقايا من العصر الحجري الحديث في مستوطنة صغيرة فيها بيوت مبنية من الطوب
المصنوع من الطين، وأحيطت المستوطنة بسور وبرج دائري، وهي أقدم نموذج محفوظ لأنظمة
التحصينات.
لعبت أريحا دورًا
رئيسًا في المراحل المبكرة من انتشار المسيحية. وتركز السكن خلال الفترة
الهيلينستية المتأخرة حتى بداية الفترة الرومانية في موقع تلول أبو العلايق
المعروف باسم القصور الهيرودية، وبُني في الموقع مجموعة من القصور والمنشآت متعددة
المرافق، وانتقل الموقع الإداري خلال الفترة الرومانية المتأخرة وبداية الفترة
والبيزنطية إلى منطقة أريحا الحديثة. وقد ورد ذكر أريحا في العديد من المصادر
التاريخية، بما في ذلك خارطة مادبا الفسيفسائية التي تعود إلى القرن السادس
الميلادي، وأشير لمدينة أريحا من خلال صورة الكنيسة وشجرة النخيل، إضافة إلى نقش
القديس اليشع، وتظهر الخارطة محيط المدينة الجغرافي الذي يشتمل على كل من نهر
الأردن والبحر الميت.
وكشفت الحفريات
الأثرية في القرن الماضي عن بقايا أثرية في العديد من المواقع الواقعة داخل مركز
مدينة أريحا التاريخية الحديثة والتي تلقي الضوء على تاريخها خلال الفترة
البيزنطية. كما تمّ العثور على عدد كبير من الكنائس من الفترة البيزنطية في محيط
المدينة، بما في ذلك المكتشفات من تل الحسن والكنيسة القبطية وكنيسة الأب افتيميوس
الأرثوذكسية اليونانية وخربة عين النتلة. وعُثر في العام 1962 على بقايا بيزنطية تشمل أرضية من الفسيفساء الملونة.
وأثناء أعمال بناء المتحف الروسي في أريحا عام 2010، جرت حفريات إنقاذية في
المنطقة بإشراف وزارة السياحة والآثار الفلسطينية ومعهد الآثار في أكاديمية
العلوم الروسية. وكشفت البعثة عن المزيد من البقايا المعمارية بما
في ذلك أرضية من الفسيفساء التي عثر عليها خلال عمليات التجريف، وكشف عن سلسلة من
المباني التي يعود تاريخها إلى أوائل الفترة الرومانية والبيزنطية والأموية
والعصور الوسطى والفترة العثمانية.
جبل التجربة (دير قرنطل)
ترتفع قمة جبل
التجربة بصورة حادة 350 مترًا فوق سطح البحر، وتشرف على منظر رائع لوادي الأردن.
وقد سكن الرهبان النساك منذ الأيام الأولى للمسيحية الكهوف الموجودة في المنحدرات
الشرقية، والتي يصل عددها ما بين 30 و 40 كهفا. وهو الموقع الذي أمضى فيه السيد
المسيح أربعين يوما وليلة في الصوم والتأمل، وفيه تخطى تجربة الشيطان له، حيث تم
بناء دير في القرن السادس فوق الكهف الذي أقام فيه. إن الطريق المؤدي إلى الدير
حاد جدا ويصعب السير فيه، ولكنه يستحق السير فيه على الأقدام. ويمكن كبديل،
استخدام العربات الكهربائية (التلفريك) للصعود إلى أعالي هذا المنحدر الصخري،
والذي يُمكن من مشاهدة المنظر الرائع للوادي المحيط به ومنطقة أريحا والغور بشكل
عام.
قصر هشام
يقع على الضفة
الشمالية لوادي نويعمة، ويبعد حوالي 2 كم إلى الشمال من مركز مدينة أريحا، ويعرف
الموقع بأطلال خربة المفجر، ونسب القصر إلى الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك
(724-743م) بناءً على بعض الدلائل الكتابية المكتشفة فيه، واستكملت زخرفته لاحقا
من قبل وريثه الوليد الثاني (743-744م). ولم يكن هذا القصر هو المقر الرسمي
للخليفة، وإنما قصراً شتوياً للراحة والاستجمام. وقد دمرت قاعة الاستقبال والحمام،
بواسطة زلزال عنيف ضرب المنطقة حوالي 749م، واستمر السكن في بعض المناطق الأخرى من
الموقع، بما في ذلك القصر حتى القرن العاشر الميلادي. استخدمت المنطقة الشمالية من
القصر كضيعة زراعية خلال الفترة الأموية والعباسية حوالي 730-950 ميلادي.
احتوى الموقع
خلال الفترة الأموية على القصر، والحمام الكبير، والمسجد، والنافورة، وسور خارجي
(الحير)، وبوابتين، وربما سكن للنخبة الحاكمة. وجاء ترتيب المباني الرئيسية
الثلاثة الأولى على الجانب الغربي من فناء مشترك، مع بركة ونافورة في مركزها.
يقع الحمام
الكبير إلى الشمال من القصر، ويتكون من قاعة الاستقبال الكبيرة والمعروفة باسم
الغرفة الباردة، وأجمل ما يميزها الأرضية المرصوفة بالفسيفساء، وتبلغ مساحتها
حوالي 30 × 30 م، وبها 38 لوحة من الفسيفساء الملونة. وكان الحمام مسقوفاً بسلسلة
من العقود والقباب، وتشكل نظام الأقواس على استخدام الآجر (الطين المجفف المشوي)،
والتي ارتكزت على ستة عشر قاعدة حجرية ضخمة، تقع في أربعة صفوف. زين هذا المبنى
بالجص، والحجارة المنحوتة، والتماثيل. وزخرفت الأجزاء العلوية برسومات جدارية،
وأضيفت بركة ماء في الجهة الجنوبية من الحمام. ووضع تمثال الخليفة فوق المدخل
الرئيسي، وربما أن الخليفة كان يجلس في نهاية الحنية المقابلة لهذا المدخل.
أضيفت الغرف
الساخنة إلى الشمال من قاعة الحمام (القاعة الباردة)، وتكون الحمام من غرفتين
فاترتين وغرفتين حارتين؛ تسخن بالبخار، وموقدين، ومرحاض.
أقيم الديوان في
الزاوية الشمالية الغربية لقاعة الحمام، وهو عبارة عن مقصورة صغيرة للضيافة، ذات
منصة نصف دائرية في نهاية الغرفة الشمالية. والغرفة مزودة بدكة على جانبي الجدارين
الرئيسيين الشرقي والغربي، وكسيت جدرانها بالجص المحفور، ورصفت أرضيتها بالفسيفساء
الفائقة الجمال، بأشكال هندسية مختلفة، بما فيها اللوحة الشهيرة بمشهد الأسود
والغزلان تحت شجرة النارنج أو شجرة الحياة.
شجرة الجميز والمتحف الروسي
وهي الشجرة التي صعد
إليها زكا العشّار لمشاهدة السيد المسيح وهو في طريقه إلى مدينة القدس، ووضعت شجرة
الجميز ضمن حدود المتحف الروسي في أريحا منذ عام 2010. وقد جرت حفرية إنقاذية على الأرض التي يقع
عليها بناء المتحف من قبل بعثة فلسطينية روسية في الفترة الواقعة بين حزيران
وأيلول عام 2010، وعرضت نتائج هذه الحفريات في المتحف نفسه.
وعثر على أرضية
فسيفسائية خلال أعمال التجريف في المنطقة الشمالية من المجمع الروسي، ثم قام طاقم التنقيب الأثري بالكشف عن مجموعة من المباني والأرضيات
الفسيفسائية التي تعود إلى الفترة الرومانية والبيزنطية والأموية واستمر سكن
الموقع في فترات من العصور خلال الفترة الأيوبية والفرنجية والمملوكية العثمانية. وتشهد آثار كنيسة بيزنطية في المكان
على الدور الكبير الذي لعبته مدينة أريحا في المراحل المبكرة من المسيحية.
فسيفساء بيت شهوان
تم في عام 1936م
الكشف عن كنيس إلى الشمال من تل السلطان، ويُعرف اليوم بالطابق الأرضي من منزل
عائلة شهوان. وهو بناء مستطيل الشكل، يقسم إلى صحن ورواقين بواسطة صفين من الأعمدة
المربعة. رصفت أرضية البناء بالفسيفساء، وكانت بتصاميم هندسية ونباتية. ونفذت في
عام 2008م سلسلة من عمليات الترميم، بما في ذلك إعادة ترميم الأرضية الفسيفسائية.
خربة قمران
تقع خربة قمران على
بعد 15 كم إلى الجنوب من أريحا، بالقرب من الشاطئ الغربي للبحر الميت. وهذا هو
الموقع الذي عُثر فيه على مخطوطات البحر الميت المشهورة، والتي كانت بداية
اكتشافها في عام 1947 من قبل أحد الرعاة الفلسطينيين والذي كان يبحث عن عنزة ضالة
بجانب إحدى الكهوف المجاورة للموقع.
وتتكون
المخطوطات من نسخ من الكتاب المقدس وكتابات منتحلة، وكتابات جماعة قمران بما في
ذلك التفاسير وقوانين الطائفة، ومخطوطات حرب أبناء النور ضد أبناء الظلام ووثيقة
دمشق. ويتراوح تاريخ هذه المخطوطات من القرن الثاني قبل الميلاد إلى عام 68 م،
ولكنها مؤرخة على الأغلب في القرن الأول للميلاد. وقد أصبحت دراسة هذه المخطوطات
مجالا أكاديميا يعرف بدراسات قمران. وهي توفر لنا معلومات قيمة حول تاريخ اليهودية
والمرحلة المبكرة من الديانة المسيحية.
وبعد العثور على هذه
المخطوطات، نفذت العديد من الحفريات في الموقع والكهوف المحيطة به، وأظهرت
التنقيبات الأثرية في الموقع مجمع يحتوي على العديد من المباني، بما في ذلك مرافق
عامة للجماعة الاسينية التي سكنت خربة قمران، ونظام متطور للمياه، ومكتبة وغرفة
لنسخ المخطوطات، ومقبرة بجانب الموقع.
وادي القلط ودير القديس جورجيوس كوزيبا
يتكون وادي القلط
من صدّع وانحدار طبيعي ومن حواف صخرية مرتفعة، وهو يمتد على مسافة 45 كم عبر
التلال بين القدس وأريحا. وقد سكن النساك في هذا الوادي منذ القرن الثالث
الميلادي. ويعد وادي القلط اليوم مكانا للتنزه وممارسة رياضة تسلق الجبال، وخاصة
في فصل الشتاء. ودير القديس جورج في وادي القلط بناء مثير للإعجاب، منحوت في حواف
الصدع الصخرية. وبُني في القرن الخامس أو السادس الميلادي، وتم تدميره خلال الغزو
الفارسي لفلسطين. وتعود عمارة القسم الأكبر من الدير الحالي إلى عام 1901، حيث جرى
ترميمه من قبل الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية.
خان السامري الصالح (الخان الأحمر)
يقع خان السامري
الصالح على بعد 10 كم إلى الشرق من مدينة القدس، على الطريق الرئيس المؤدي إلى
أريحا. ويعود بناءه الى القرن السادس عشر الميلادي، وكان يستخدم في الماضي
كاستراحة للمسافرين. ويمثل النزل اليوم متجرا للهدايا التذكارية، وبه خيمة بدوية
تقدم فيها المرطبات للسياح. ويقع على الجانب الآخر من الطريق، بقايا لكنيسة القديس
افتيميوس التي بنيت في القرن الخامس الميلادي لإحياء ذكرى قصة السامري الصالح
المذكورة في العهد الجديد.
مقام النبي موسى
يعتبر النبي
موسى عليه السلام من أولي العزم في الديانة الإسلامية، وهو أكثر الشخصيات ذكراً في القرآن، ويعتبر من أهم
الانبياء في الديانة المسيحية واليهودية. يقع مقام النبي موسى على بعد 20 كم من
مدينة القدس، وكان المقام موقعا للحج السنوي منذ زمن صلاح الدين الأيوبي، وأقيم في
موقع يتميز بمناظره الطبيعية الفريدة. ويعتبر هذا المقام نموذجا رائعا لفن العمارة
الإسلامية خلال الفترة الأيوبية والمملوكية. وبني المقام والمسجد والمئذنة وبعض
الغرف في الموقع عام 1269م، وتم القيام بإضافات متتالية في عام 1475م، بالإضافة
إلى إعمار وإضافات خلال الفترة العثمانية.
نهر الأردن
يجري نهر الأردن
من جبل الشيخ في سوريا من ارتفاع قدره حوالي 1000م فوق مستوى سطح البحر ثم يسير
إلى البحر الميت الذي ينخفض 400 م تحت مستوى سطح البحر. ويبلغ متوسط عرض النهر
المتعرج 30 مترا. ورغم ذلك، ويبلغ طول مجرى النهر 251 كم من البداية حتى النهاية.
وقد عُمد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان (يحيى عليه السلام) في نهر الأردن،
وأصبح النهر منذ ذلك الحين موقعا مقدسا بالنسبة للمسيحيين، ويزوره العديد من
الحجاج للتعمد فيه من كل عام.
البحر الميت
يعرف البحر الميت أيضا باسم بحر الملح او بحر لوط، وهو تجمع فريد
للمياه في غور الأردن. يبلغ طوله 85 كم وعرضه 17 كم، ويغطي مساحة قدرها 677 كم
مربع. وهو يقع على عمق 417 م تحت مستوى سطح البحر، مما يجعل البحر الميت النقطة الأكثر انخفاضًا على سطح الأرض. ويعتبر البحر الميت إضافة إلى
ذلك، من أكثر البحيرات ملوحة، بنسبة تصل إلى 10 أضعاف ملوحة البحر الأبيض المتوسط.
وأقدم الدلائل الأثرية للوجود البشري بالقرب منه تعود إلى العصر الحجري النحاسي
(نحو 4500-2500 ق.م). وقد ورد ذكره في الكتاب المقدس، وتم وصفه من قبل العديد من
الكتاب اليونان والرومان والعرب والمسلمون.
ويُعد البحر الميت
مشهدا طبيعيا خلّابا، ويتميز بمجموعة وافرة ومتنوعة من النظم البيئية، بما في ذلك
المستنقعات شبه المدارية أو المسطحات الطينية، والأراضي الرطبة وشبه الصحراوية،
والصحراء القاحلة. وتمثل النظم البيئية المتنوعة المحيطة بالبحر الميت في هذه
المنطقة موقعا مهما للتنوع الحيوي، فهي موطن لبعض النباتات والحيوانات النادرة
والمهددة، مثل العويسق (صقر الجراد). ويعتبر حوض البحر الميت إحدى مسارات هجرة
الطيور العالمية الرئيسة، فضلا عن كون المنطقة المحيطة به موطن للطيور الهامة في
الشرق الأوسط. إضافة إلى أهمية البحر الميت البيئية، فالبحر غني بالمعادن ويجذب
الملايين من الزوار الذين يرغبون في الاستجمام والاستفادة من الصفات العلاجية
لمياهه.
مدينة رام الله
تقع مدينة رام
الله على بعد 16 كم شمال القدس، فوق تلال ترتفع 900م فوق مستوى سطح البحر. وتعرف
مدينة رام الله باسم عروس فلسطين لجمال المناطق الجغرافية المحيطة بها. وتعد رام
الله منتجعًا صيفيًا مفضلا منذ فترة طويلة، لأن الطقس فيها لطيف ومناخها بارد. وقد
بنى الإفرنجة لهم فيها حصنا قويًا في القرن الثاني عشر، وما تزال بقايا البرج موجودة في منطقة الطيرة، ويمكن
مشاهدته حتى الآن في الجزء القديم من المدينة.
ويتميز مركز
المدينة الحديثة بالحيوية، وتتوفر فيه المتاحف والمعارض الفنية والمسارح والحدائق،
ومجموعة متنوعة من المطاعم، وحياة ليلية
مفعمة بالنشاط والحياة. ورام الله مدينة حديثة وسريعة النمو، تتوفر
فيها الخدمات الكثيرة للزوار، والأماكن المريحة لقضاء الوقت، وعدد من أفضل المطاعم
في فلسطين، إضافة إلى وسائل النقل الجيدة، والخدمات السياحية الأخرى، كما أن سكانها
مضيافين وودودين.
مدينة البيرة
تعتبر مدينة
البيرة التوأم لمدينة رام الله، وهي على ارتفاع 900م فوق مستوى سطح البحر، وتقع في
مركز الجبال الوسطى من فلسطين، على طريق القوافل بين القدس ونابلس، ويمثل موقعها
نقطة لعبور التجارة من الشمال إلى الجنوب. واشتق اسم المدينة من الأصل الكنعاني
“بيروث” والذي يعني بئر الماء. وكانت المدينة تسمى في الفترة الرومانية
“بيرتا” وتعني القلعة. أقيمت فيها مستوطنة خلال الفترة الصليبية
(الفرنجية)، كانت تعرف باسم المحمرة “ماحوميريا”، تم تحوله إلى المحمرة
الكبرى والذي يعني العبادة والسجود. شيد الفرنجة فيها البرج ومبنى إداريا الذي كان
يستخدم مقرا لهم، إضافة إلى كنيسة كانت تقع في مركز المدينة.
وقد استراحت العذراء
مريم مع القديس يوسف في مدينة البيرة وفقا للتقليد المسيحي، خلال عودتهما من القدس
إلى الناصرة، بعد أن اكتشفا أن يسوع كان مفقودا. وتوجد كنيسة صليبية تعرف باسم
كنيسة العائلة المقدسة، وتشير إلى الموقع الذي استراحا فيه.
الطيبة
تقع هذه البلدة
الخلّابة على بعد 12 كم شمالي شرق رام الله، فوق بقعة مرتفعة تطل على البرية
الصحراوية ووادي الأردن وأريحا والبحر الميت. وهي بلدة غنية بالثقافة والتاريخ،
وتوجد فيها معالم لكنيسة بيزنطية تعرف باسم كنيسة الخضر (القديس جورج)، وتقع إلى
الشرق من البلدة الحالية، ولا يزال قائما فيها بحالة جيدة مصليان ورواق المدخل
والدرج، وأجزاء لأرضية من الفسيفساء، وجرن المعمودية. وتم إعادة بناء الكنيسة من
قبل الفرنجة خلال القرن الثاني عشر الميلادي. واكتشفت دائرة الآثار الفلسطينية في
عام 2012م مقبرة يعود تاريخها إلى الفترة البيزنطية والإسلامية المبكرة. وتم تنفيذ
أعمال ترميم في وسط البلدة، ويقام فيها مهرجان سنوي في شهر تشرين الأول من كل عام.
قرية النبي صموئيل – قبر النبي صموئيل
تقع القرية على
قمة أحد الجبال على ارتفاع 890م فوق سطح البحر، وعلى بعد 4 كم شمال مدينة القدس،
وتحتوي على قبر النبي صموئيل الذي أخذت القرية اسمها منه. وبُنيت القرية حول
المسجد الذي يمثل معلمًا بارزًا فيها، ويمكن من مئذنة المسجد مشاهدة منظر عام
لجبال القدس. ويتكون الموقع من مسجد له أبراج كبيرة، وقبو يحتوي على قبر النبي
صموئيل مغطى بالقماش. بُني دير في النبي صموئيل خلال الفترة البيزنطية، وكان عبارة
عن نزل للحجاج المسيحيين الذين كانوا في طريقهم إلى القدس. وقد تمّ ترميمه وتوسيعه
خلال حكم الإمبراطور جوستنيان الأول في أواسط القرن السادس الميلادي.
مدينة بيرزيت
تقع بلدة بيرزيت فوق
تلال جبلية على بعد 10 كم شمال مدينة رام الله. وعُرفت باسم بيرزيتو القديمة في الفترة اليونانية
والرومانية. وقد كانت مأهولة لأول مرة في العصر البرونزي، كما يشهد بذلك موقع تل
الراس الذي يقع شمال المدينة. كما كانت مأهولة بالسكان بصورة دائمة خلال العصر
الحديدي والفترة اليونانية والرومانية، كما يتبين من الأدلة الأثرية في موقع يعرف
باسم خربة بيرزيت. وقد أقيمت المباني في وسط المدينة خلال الفترة المملوكية
والعثمانية. وبيرزيت اليوم هي مقر جامعة بيرزيت، وهي أقدم جامعة في فلسطين، والتي
تأسست في عام 1924.
جفنا
تقع جفنا بالقرب
من بيرزيت، وهي قرية صغيرة هادئة ذات مناظر خلّابة. كانت في الماضي مدينة رومانية
وبيزنطية هامة عُرفت باسم جوفنا يوسيفوس، وكانت العاصمة الإقليمية للمنطقة المحيطة
بها خلال القرن الأول الميلادي. وجفنا اليوم هي منتجع صيفي مشهور، ويتوفر فيها
مجموعة متنوعة من المقاهي والحانات والمطاعم المقامة في الهواء الطلق.
المحمية الطبيعية عين كينيا
تقع هذه المحمية
الطبيعية الجميلة على بعد 7 كم شمال غربي رام الله، وسميت نسبة إلى العين الطبيعية
الموجودة فيها. وهي مكان رائع للنزهة والسير لمسافات طويلة لوجود مجموعة متنوعة من
النباتات البرية والطيور والحيوانات.
مدينة نابلس
تأسست في عام
72م وعرفت باسم نيابولس أو المدينة الجديدة من قبل الأباطرة الرومان من سلالة
فلافيوس. وقد بنيت على المنحدر الشمالي لجبل جرزيم، على بعد 2 كم تقريبا من تل
بلاطه. ويُعرف تل بلاطة بأنه بلدة شكيم الكنعانية التي
ورد ذكرها في العديد من المصادر القديمة، والتي سُكِنَت خلال العصر الحجري النحاسي
والبرونزي والحديدي والهيلينستي.
وقد ظهرت
المدينة الرومانية على خارطة مادبا في وقت مبكر من القرن السادس الميلادي. وتمّ
تحويل الاسم اليوناني الأصلي للمدينة عبر السنين إلى نابلس، وهو الاسم الحديث
للمدينة. وقد جرى صك اسم المدينة على أول قطع للعملة صدرت في عهد الأباطرة الرومان
(دوميتيان وماركوس اوريليوس)، وأصبحت مركزا هاما في القرن الثاني للميلاد. أقيمت
فيها مشاريع معمارية هامة، بما في ذلك ميدان سباق الخيل، والمدرج والمسرح وغيرها
من المباني العامة. كما شيد معبد روماني مكرس لزيوس فوق جبل جرزيم في عهد انطونيوس
بيوس. ورُفعت مكانة مدينة نيابولس إلى وضع مدينة إدارية رومانية في عهد فيليب
العربي.
ازدهرت المدينة خلال
الفترة البيزنطية، و خلال حكم الإمبراطور زينو بنيت كنيسة كبيرة مثمنة الشكل على
قمة جبل جرزيم في عام 484م، وكانت مكرسة لمريم العذراء. وقام الإمبراطور جوستنيان
(530م) بتحصين هذه الكنيسة من خلال بناء جدار تحيط به الأبراج.
ظهرت صورة المدينة
وتخطيطها على خريطة مادبا الفسيفسائية (الموجودة في المملكة الأردنية الهاشمية)،
إلا أن صورتها قد تضررت إلى حد كبير رغم أن بعض التفاصيل لا تزال مرئية، بما في
ذلك أجزاء من سور المدينة وأبراجها. احتوت المدينة على شارع معمد ممتد من الشرق
إلى الغرب، ويبدو انه يتقاطع مع أحد الشوارع الأقصر الذي يمتد من الشمال إلى
الجنوب. وربما تكون الكنيسة الكبيرة الظاهرة في خارطة مادبا والواقعة في الجهة
الجنوبية الشرقية تمثل كاتدرائية نيابولس البيزنطية.
وقد فتح الأمويون
العرب مدينة نابلس في النصف الأول من القرن السابع الميلادي، وخلال الفترة الأموية
ألحقت هذه المدينة النامية بمحافظة دمشق،
إذ كانت دمشق مقرا للخلافة الأموية بين عام 661م و750م. تعرضت المدينة القديمة في
نابلس إلى سلسلة من الزلازل منذ نهاية الفترة الأموية والتي أحدثت دمارا كبيرا في
بعض عمائرها. وأصبحت نابلس تُعرف ابتداءً من القرن العاشر باسم دمشق الصغيرة.
تمثل الأحياء السبعة
في مدينة نابلس القديمة، نموذجا مميزا للعمارة التقليدية في المناطق الحضرية في
فلسطين. ويتميز مركز المدينة بسوقه المفعم بالحياة، ومساجده الرائعة، والحمامات
التركية، ومصانع الصابون التقليدية، وبدأت المدينة بالتوسع خارج أسوارها الأصلية
في نهاية القرن الثامن عشر.
تعتبر مدينة نابلس
اليوم مركزا تجاريا وصناعيا وزراعيا في المنطقة الشمالية من فلسطين. وتشتهر بصناعة
الصابون المصنوع من زيت زيتونها، والمشغولات الذهبية المميزة، والحلويات
التقليدية، وهي أفضل مكان لتناول الكنافة في فلسطين؛ وهى من ألذ الحلويات
الفلسطينية المحببة، وتصنع بشكل عام من الجبن وطحين السميد، ويضاف إليها ماء الزهر
الحلو.
تل بلاطة
يُعرف تل بلاطة
بأنه بلدة شكيم الكنعانية التي ورد ذكرها في العديد من المصادر القديمة، ويعود
تاريخها إلى القرنين الأول والثاني قبل الميلاد. وتقع بالقرب من مدينة نابلس بين
جبلي جرزيم وعيبال، وكانت الطرق الرئيسة في فلسطين تعبر بالقرب منها، إذ أنها ربطت
بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، وبهذا شكل موقع تل بلاطة مركزا لشبكة واسعة من
الطرق منذ فترة مبكرة من التاريخ.
يرتفع تل بلاطة 20م
فوق المنطقة المحيطة به الواقعة على ارتفاع 500م فوق مستوى سطح البحر، وهذا
الارتفاع يمر عبر قرية بلاطة والمنطقة السفلى من الوادي المجاور، وأطلق على البلدة
“ملكة فلسطين غير المتوجة”، لاحتوائها على العديد من مصادر المياه،
إضافة إلى مياه الأمطار الوفيرة في فصل الشتاء، مما يوفر محصولا زراعيا وفيرا.
كشفت الحفريات الكثير
عن تاريخ الموقع، لا سيما وأنه كان مركزًا حضريًا هامًا خلال فترة التمدن الثانية في فلسطين عام 2000
ق.م. وتشمل الآثار القائمة في الموقع على، المعبد المحصن المثير للإعجاب، والذي
كان يستخدم للعبادة من قبل عامة الناس. وتوجد آثار أخرى ظاهرة منها: بوابتان
ضخمتان، وأسوار المدينة الضخمة، وقصر الحاكم، إضافة إلى معبد خاص صغير، وغرفة
للحراسة، ومبنى إداري، وأماكن للمعيشة والطبخ. وجرى إعادة تأهيل الموقع كحديقة
أثرية ما بين عامي 2010 و 2012م، من خلال مشروع مشترك بين دائرة الآثار الفلسطينية
وجامعة لايدن ومنظمة اليونسكو.
جبل جرزيم
يعرف جبل جرزيم
أو جبل الطور بالجبل المقدس بالنسبة للسامريين، وهو كذلك منذ آلاف السنين. ويتكون
الجبل من ثلاث قمم: القمة الرئيسة، وتلة واسعة منبسطة في الغرب، وتل الراس في
الشمال. وقد عُرف هذا الجبل حسب التقليد، بأنه الجبل المقدس الذي نزلت فيه الشرائع
السماوية، وهي دعوى تجعله حسب اعتقاد السامريين يتجاوز المعبد المنافس له في القدس. وعلى قمة
الجبل توجد صخرة يعتبرها السامريون بأنها المكان الذي كان إبراهيم يهم بالتضحية
بابنه إسحاق فوقها.
ويعتقد السامريون
الذين يمثلون الآن جزءا من المجتمع الفلسطيني – والذين يبلغ تعدادهم بضع مئات من
الأشخاص – بأن المعبد الفعلي يقع على قمة
جبل جرزيم، وهو أول معبد بناه يوشع بن نون في الأرض المقدسة. ودلت الحفريات
الأثرية على قمة الجبل بان المعبد كان قائما قبل بداية القرن الثاني قبل الميلاد.
وكما يبدو فإنه تم بناؤه بالقرب من مستوطنة كبيرة على قمة الجبل، وأظهرت الحفريات
الأثرية بأنها كانت مأهولة، ولكنها ليست بالضرورة بصورة دائمة، وذلك خلال الفترات
الهيلينستية والرومانية والبيزنطية والإسلامية. وتتكون البقايا الأثرية على القمة
الرئيسة من قلعة محصنة كبيرة، ومعبد مرصوف وتحصينات ضخمة، وجدران محصنة وبوابات
وغرف تحيط بها أحياء سكنية. وربما تمثل هذه البقايا الأثرية البلدة السامرية خلال
الفترة الهيلينستية، والتي تم تدميرها حوالي عام 128 ق.م. ويبدو أن القمة الرئيسة
كانت مهجورة في الفترة الرومانية المبكرة، رغم أن معبد زيوس بُني في القرن الثاني
الميلادي في الجهة الشمالية من تل الراس المطل على مدينة نابلس.
بُنيت كنيسة كبيرة
ثمانية الشكل على القمة الرئيسة للجبل، وهي مكرسة لمريم العذراء، وأسسها
الإمبراطور زينو في عام 484م. وجرى تحويل هذه الكنيسة إلى قلعة، وتم توطيدها من
قبل الإمبراطور جوستنيان لاحقا. وقد شعر السامريون بانتقاص حقوقهم بسبب وجود
الكنيسة على الجبل المقدس، مما أدى الى ثورتهم عام 529م. وتم التخلي عن الكنيسة في
القرن الثامن الميلادي، وتفكيك القلعة في القرن التاسع الميلادي، وفي القرن السادس
عشر الميلادي جرى بناء مزار إسلامي للشيخ غانم في الزاوية الشرقية من الكنيسة
المهدمة.
وما زال جبل جرزيم هو
المركز الديني للطائفة السامرية. وتقع القرية السامرية أسفل قمة الجبل، ويوجد فيها
الآن متحف، ويأتي العديد من الزوار في كل عام لمشاهدة الموكب الاحتفالي الذي يسير
إلى قمة الجبل في محيطه، ويمثل هذا الموكب نسخة حديثة من تقليد يعتقد به السامريون
منذ آلاف السنين.
سبسطية
تقع سبسطية على
بعد 12 كيلومترًا إلى الشمال الغربي من مدينة نابلس، عند تقاطع طريق السهل الساحلي
الفلسطيني مع الطريق الشمالي الذي يربط بين نابلس-جنين والطريق المؤدي إلى وادي
الأردن، وتتمتع بإطلالة جميلة ومشهد خلاب تظهر فيه الأراضي الزراعية الخصبة. وتشير
التقاليد المسيحية والإسلامية إلى وجود قبر يوحنا المعمدان (النبي يحيى عليه
السلام) في البلدة.
أظهرت التنقيبات الأثرية العديدة التي نفذت في الموقع منذ مطلع القرن العشرين
بأن اقدم الدلائل الأثرية تعود للعصر البرونزي المبكر
(3200 ق.م)، وكشف عن قسم من معالم مدينة العصر الحديدي
الثاني (الذي يعود للقرن التاسع والثامن قبل الميلاد)، واشتملت على المدينة العليا
“الأكروبوليس”، وكشف كذلك عن الأسوار المحيطة بالموقع. تحتوي المنطقة
المسورة على مجمع القصر الملكي وساحة مركزية، ومن أبرز المكتشفات الرئيسية في
القصر هو العثور على زخارف عاجية منحوتة.
كانت سبسطية
عاصمة سياسية وإدارية مهمة خلال العصر الحديدي (حوالي 900-538 ق.م)، حيث وقعت المدينة عام 722 ق.م تحت سيطرة الآشوريين، ولاحقا تحت الحكم
الفارسي عام (538-332 ق.م). واستمرت سبسطية بدورها الاداري خلال الفترة
الهيلينستية (332-63 ق.م)، بعد خضوعها للإسكندر الأكبر، وأقيمت التحصينات الضخمة
حول المدينة العليا “الأكروبوليس” واحيطت بأبراج دائرية.
بعد خضوع سبسطية
للحكم الروماني (63 ق.م حتى 324 م)، أصبحت المدينة جزءا من مقاطعة سوريا.
ومنحها الإمبراطور أغسطس للملك هيرود في
عام 30 ق.م، والذي أطلق عليها الاسم الاغريقي “سبسطي” تكريما له، ومنحها
الامبراطور سبتيموس سيفيريوس مكانة إدارية “كولونيا” في عام 200 م.
خلال
الفترة الرومانية شهدت المدينة تنفيذ مشروع بنائي ضخم، والذي احتوى على سور
المدينة، والبوابة الغربية، والشارع المعمد الذي أقيم على إمتداده 600 عمود،
بالإضافة إلى البازيليكا “السوق”، والساحة العامة، والمسرح، ومعبد
اغسطس، ومعبد كوري، والملعب الرياضي، والقناة المائية، والمقابر.
أصبحت سبسطية
خلال الفترة البيزنطية (324-636 م) مركزًا أسقفيًّا مرتبطًا بوجود قبر يوحنا
المعمدان (النبي يحيى عليه السلام). فأقيمت فيها كنيستين، إحداها تقع إلى الجنوب
من تلة الموقع الاثري. بينما بنيت الأخرى في بلدة سبسطية الحديثة، وخلال الفترة
الصليبية (1099-1187م) انشئت كاتدرائية ضخمة فوق أنقاضها، حول قسم منها إلى مسجد
في الفترة الأيوبية (1187م-1225)، وعرف باسم مسجد النبي يحيى (عليه السلام)، ثم
بني في العام 1892 م مسجد عثماني على القسم الشرقي من الكاتدرائية، والذي لايزال
قائما حتي يومنا هذا.
احتفظت سبسطية
المملوكية والعثمانية والحديثة باسمها الروماني القديم، وتعتبر البلدة التاريخية
بأحواشها وشوارعها وأزقتها الضيقة نموذجًا للعمارة التقليدية الفلسطينية لقرى
الكراسي التي سادت أواخر الفترة العثمانية.
نفذت سلسلة من
أعمال الترميم في نواة البلدة التاريخية، والتي شملت المسجد، وضريح النبي يحيى،
وكاتدرائية يوحنا المعمدان، والمقبرة الرومانية، ومعصرة الزيتون، وقصر الكايد
والمباني التقليدية، بالإضافة إلى المسار السياحي. وتم تنفيذ مشروع مركز تفسير
المعلومات من قبل وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع بلدية سبسطية وبدعم من الحكومة الاسبانية.
تعتبر البلدة
الحالية من سبسطية، وبقاياها الأثرية والبلدة التاريخية والمشهد الحضاري نقطة جذب
سياحية رئيسية في فلسطين، وهي مدرجة على القائمة التمهيدية لمواقع التراث الثقافي
والطبيعي ذات القيمة العالمية في فلسطين.
بئر يعقوب
يقع البئر على مسافة
قريبة من قرية بلاطه وبالقرب من أقدام السفوح الشرقية لجبل جرزيم، وهو مقصد للزوار
والحجاج. وبُنيت كنيسة بيزنطية فوق البئر ثم دُمرت، وأعيد ترميمها من قبل الإفرنجة
لإحياء ذكرى قصة لقاء السيد المسيح مع المرأة السامرية المذكورة في الكتاب المقدس.
ويوجد بئر يعقوب اليوم داخل مجمع لدير الروم الأرثودكس والذي تحيط به الأسوار.
قبر يوسف
يقع على بعد
مسافة قليلة من بئر يعقوب، وهو حسب التقاليد الموقع الخاص بقبر يوسف، وأقيم فوقه
مقام اسلامي أيام الدولة العثمانية، ويعلوه قبة بيضاء، ويوجد به محرابا باتجاه
القبلة، وأضاف أهالي
بلدة بلاطة الى غرفتي المقام غرفة ثالثة والتي استخدمت كمدرسة (كُتاب)
لتعليم أطفالهم، ولقد كان المقام ولا يزال محل تقديس عند أهل نابلس خاصة الذين
كانوا يوفون بنذورهم فيه ويقرؤون فيه الموالد للتبرك منه. بينما يعتقد اخرون بأن
هذا القبر يعود للشيخ يوسف دويكات أحد الشيوخ الذين سكنوا قرية بلاطة.
مدينة جنين
تقع مدينة جنين
على بعد 43 كم شمال مدينة نابلس، على الطريق التجاري القديم من نابلس إلى حيفا،
ويتم الوصول إليها عبر وادي بلعمة وسهل مرج ابن عامر واللجون، وهي على ارتفاع
100-250م تقريبًا فوق مستوى سطح البحر. وقد اشتق اسمها من عين جينيم إشارة إلى
الينابيع الوفيرة في المنطقة. وكانت جنين تُعرف باسم جينا في رسائل تل العمارنة
المكتشفة في مصر والتي تعود للقرن الرابع عشر قبل الميلاد، وسميت باسم جينا في
الفترة الرومانية، وجرين الكبيرة في الفترة الإفرنجية. وجنين اليوم مدينة خلّابة،
تقع فوق سفوح تلة تحيط بها بساتين أشجار الخروب والتين والنخيل، وتتميز بمنتوجاتها
الزراعية وبها وفرة من الفواكه والخضار.
برقين: كنيسة شفاء البرص العشر
تقع قرية برقين
على بعد 5 كم غرب مدينة جنين، في الطرف الشمالي من سهل عربة. وقد ذكرت القرية في
العديد من المصادر التاريخية، ووصفت في القرن السادس عشر بأنها قرية صغيرة. وقد
كشفت المسوحات الأثرية فيها عن شواهد من العصر البرونزي المبكر والمتوسط والمتأخر،
ومن العصر الحديدي والروماني والبيزنطي والأموي والأيوبي والمملوكي والعثماني
المبكر.
وتقع كنيسة القديس
جوارجيوس (الخضر) على المنحدر الشمالي من المركز التاريخي للقرية، وهي تطل على
وادي برقين، وتتبع طائفة الروم الارثوذكس. وقد كرست هذه الكنيسة للقديس جورج
(الخضر) المشهور لدى كل من المسيحيين والمسلمين. وقد جرى المسح المنهجي الأول للكنيسة
من قبل دائرة الآثار الفلسطينية عام 1997، ويمكن وفقا لهذا المسح تمييز أربع مراحل
معمارية رئيسة في تاريخها وتتمثل في: كنيسة الكهف وهي أول كنيسة في الموقع؛ وأقيمت
داخل بئر روماني. وتم تحديد الكهف والكنيسة بأنهما من آثار الفترة البيزنطية.
وبنيت في المرحلة الثانية كنيسة أمام الكهف في الفترة الواقعة ما بين القرن السادس
والتاسع الميلادي، وورد وصفها في وثائق الفترة الإفرنجية والعثمانية. وتتكون
الكنيسة الحالية من الكهف والقاعة الرئيسة وصحن الكنيسة، وقد تمّ بناؤها خلال
القرن الثامن عشر الميلادي.
ترتبط كنيسة القديس
جورج في برقين بقصة البرص العشر المذكورة في العهد الجديد. ووفقا للتقليد المسيحي
(لوقا11: 17-19)، فقد قام السيد المسيح بأعجوبة شفاء البرص العشر الذين طلبوا
مساعدته عند دخوله إلى القرية وهو في الطريق إلى الجليل، ولذلك تعرف الكنيسة محليًا
بكنيسة البرص العشر.
تل تعنك
يشبه السطح
العلوي للتل حبة الكمثرى، ويبلغ حجمه 14 فدانا تقريبًا، ويقع على الطرف الجنوبي من
سهل مرج ابن عامر، ويبعد 8 كم تقريباً شمال غرب مدينة جنين، وعلى بعد 8 كم إلى الجنوب من تل المتسلم (مجدو). ويحتل التل موقعا
استراتيجيا على الحدود بين المنطقة الجبلية والسهول على الطريق الرئيس بين جنين
وحيفا. وهو يقع إلى الغرب من الممر التاريخي لوادي حسن وإلى الشرق من اليامون.
وتقع القرية
الفلسطينية الحديثة تعنك على المنحدر الجنوبي الشرقي من التل، ولا زالت تحمل الاسم
القديم “تعنك”، الذي ذكر في
رسائل تل العمارنة عام 1350 ق.م تقريبا. وذكرت تعنك أيضا كمدينة استولى عليها تحتمس الثالث في حملته العسكرية
على آسيا في عام 1468 ق.م. وتم الاستيلاء على المدينة مرة أخرى من قبل شيشنق الأول
في عام 918 ق.م أثناء حملته على فلسطين. وذُكر الموقع مرات عديدة في الكتاب المقدس
كمدينة كنعانية لم تهزم من قبل يوشع بن نون، وذكرها المؤرخ اوسيبيوس كقرية كبيرة
في القرن الرابع الميلادي، وكذلك أشارت إليها السجلات الإفرنجية خلال العصور
الوسطى.
الزبابدة
تقع على بعد 6 كم
جنوب بلدة جنين، وقد بُنيت فوق موقع قرية بيزنطية. ويمكن مشاهدة الفسيفساء الجميلة
لكنيسة من القرن السادس الميلادي في دير راهبات الوردية، إضافة إلى بناء من العهد
الروماني يعرف باسم البوبارية. كما يوجد على قربة منه الجامعة العربية الامريكية.
خربة بلعمة ونفق المياه
تقع خربة بلعمة
عند المدخل الجنوبي لمدينة جنين، وعلى بعد 2 كم تقريبًا جنوب المركز الرئيس
للمدينة. وكانت مدينة كنعانية محصنة تسيطر على موقع استراتيجي على طول الطريق
التاريخي لوادي بلعمة، الذي يربط عرابة مع سهل مرج ابن عامر. ويُعرف الموقع باسم
ابليعام القديمة (تل بيلاما) التي ورد ذكرها في الأرشيف الملكي المصري في القرن
الخامس عشر قبل الميلاد، وكان يُعرف في العصور الوسطى باسم “قلعة
بيلايزموم”.
كشفت الحفريات في
خربة بلعمة عن النظام المائي القديم، وهو الوسيلة الذي مكن سكانها من الوصول إلى
نبع بئر السنجل في أسفل التل. وقد استخدم هذا النظام بشكل أساسي في أوقات الحرب
والحصار. ويتكون النفق المائي من ثلاثة أجزاء هي: مدخل مقنطر في الجزء السفلي،
ونفق داخل الصخر يتجه صعودًا إلى الغرب، وممر غير مكتمل. وكشفت الحفريات عن شواهد
من العصر البرونزي والحديدي والفارسي والهيلينستي والروماني والأموي والإفرنجي
والأيوبي والمملوكي والعثماني. ونفذت به سلسلة من عمليات التأهيل في العام 1999.
وفي العام 2005 تمّ افتتاحه كحديقة أثرية للزوار.
تل دوثان
يقع تل دوثان
على الجانب الشرقي من سهل عربة، على بعد 8 كم تقريبًا شمالي جنين، وعلى بعد 1كم
إلى الشرق من طريق نابلس جنين. ويحد التل سهول خصبة، كما يوجد نبع عند سفحه
الجنوبي.
تعود أقدم الآثار في
الموقع إلى فترة العصر الحجري النحاسي. وكانت مدينة دوثان في العصر البرونزي
المبكر – حوالي 3000 سنة قبل الميلاد – مركزًا حضريًا محصنا وكبيرًا. وأصبحت
مأهولة مرة أخرى في العصر البرونزي المتأخر والعصر الحديدي الأول. وعُثر على قبر هام
محفور في المنحدر الغربي من التل، ويحتوي على أكثر من ألف قطعة فخارية كاملة، وبه
حوالي مائة هيكل عظمي.
يتكون مركز
المدينة من شارع ومنازل ومخازن وأفران، وتوجد فيه أدوات منزلية يعود تاريخها إلى
العصر الحديدي الثاني. تعرضت المدينة للتدمير وأعيد بنائها عدة مرات ما بين
القرنين التاسع والسابع قبل الميلاد. ويعزى التدمير الأخير في نهاية القرن الثامن
قبل الميلاد إلى الآشوريين. وأصبحت المدينة في وقت لاحق مركزًا مزدهرًا تحت الحكم
الآشوري. وعُثر على بعض الدلائل التي تشير إلى أن المكان كان مأهولا في الفترة
الهيلينستية والرومانية. ويعود السكن الأخير في الموقع إلى العصر المملوكي. ويربط
الموروث الشعبي بين قصة سيدنا يوسف وإخوته وبئر في الموقع يعرف باسم جب يوسف.
غابة أم الريحان
تتألف غابة أم
الريحان من سلسلة من المناطق التي تتوفر فيها أشجار كثيفة، يقدر مجموعها بحوالي 15,000 دونمًا تشرف عليها السلطة
الوطنية الفلسطينية، والتي اقترحت تحويلها إلى محمية طبيعية. تقع الغابة في منطقة
شبه ساحلية، وتحتوي على النظام البيئي لغابات البحر الأبيض المتوسط. وتتميز بأنها
مسار لهجرة الطيور من الساحل، ويمر في المنطقة العديد من أنواع الطيور المهددة أو
التي تتناقص بيئتها الطبيعية أو يقل عددها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مثل
العويسق وصقر العسل والعقاب المصري، إضافة إلى أنواع حيوانات أخرى معرضة للخطر مثل
الذئاب والثعالب الحمراء. وتمتلئ منطقة الغابات أيضًا بالتنوع النباتي، وتعد موطنا
لأنواع برية أصيلة من الشعير والقمح،
والعديد من أنواع الفاكهة البرية.
مدينة طولكرم
تقع مدينة طولكرم
المزدهرة على بعد 12 كم من البحر الأبيض المتوسط، وعلى بعد 15 كم تقريبا إلى الغرب
من مدينة نابلس، وهي محطة هامة عبر التاريخ على طول الطريق التجارية أو العسكرية،
نتيجة لموقعها بين السهل الساحلي والجبال في وسط فلسطين. وبالأصل سكنها
الكنعانيون، وسميت قديما “طور كرم” والتي تعني جبل الكروم بسبب أراضيها
الخصبة.
تحولت غالبية الأراضي
في طولكرم خلال العصر الأيوبي وبعد العصر المملوكي (1260-1516م)، إلى وقف من أجل
دعم المدرسة الفارسية في مدينة القدس. وكانت زراعة الأراضي الخصبة الدعامة
الأساسية لاقتصادها، وهي تنتج الحبوب والحمضيات والفواكه والزيتون.
مدينة قلقيلة
تقع على بعد 12
كم من ساحل البحر الأبيض المتوسط، وكانت في الماضي مدينة كنعانية، وقد اشتق اسمها
من القلعة الرومانية المعروفة باسم “قلقاليا”. ويوجد فيها الحديقة
الوحيدة للحيوانات في فلسطين والتي تأسست عام 1986.
وادي قانا
وهي محمية طبيعية
تحتوي على سلسلة من الكهوف، وقد كشفت الحفريات في أحد كهوف الواد في العام 1980عن
بقايا تعود إلى العصر الحجري الحديث والعصر الحجري النحاسي والعصر البرونزي
المبكر. ويحتوي الكهف على أكثر من خمسة طبقات أثرية، ويقع مدخل الكهف في القسم
العلوي.
أستخدم الكهف في
الماضي للدفن، وقد عثر فيه على الفخار والصوان والحجر والعاج والعظام. كما تمّ
العثور على بقايا من العصر الحجري الحديث، بما في ذلك الأواني الفخارية من الحضارة
اليرموكية. ويعود الجزء الأكبر من اللقى إلى العصر الحجري النحاسي، وتتألف من
الفخار والبازلت والمعادن والعظام والعاج والمجوهرات وبقايا الهياكل البشرية. ويعد
الاكتشاف الأكثر تميزًا في هذا الكهف العثور على مجموعة من القطع النحاسية
والذهبية وأخرى تتكون من خليط الذهب والفضة (الالكتروم). وقد صُنع بعضها من الذهب
الخالص تقريبًا، وصُنع غيرها من خليط الذهب والفضة بنسبة 70:30. وتمثل هذه القطع
الذهبية وقطع الالكتروم في وادي قانا أقدم النماذج من إنتاج هذا المعدن الثمين في
فلسطين حتى الآن.
مدينة غزة
وغزة مدينة فلسطينية هامة في أوائل
العصر الحديدي، وكانت موقعا لإله الخصب الكنعاني داجون (نصف انسان ونصف سمكة)،
ذُكرت غزة مرات عديدة في الكتاب المقدس، وبصورة خاصة بأنها المكان الذي قام فيه
شمشون بهدم المعبد الفيليستي حسب التقليد. وقد احتل الملك الآشوري تجلات بلاثصر
الثالث غزة عام 734 ق.م، وظلت المدينة تحت السيطرة الآشورية حتى منتصف القرن
السابع قبل الميلاد. وأصبحت غزة في القرن السادس قبل الميلاد قلعة ملكية هامة تحت
حكم البابليين، وازدهرت خلال الفترتين الهيلينستية والرومانية، وذكرها الكاتب
اليوناني القديم هيرودتس باسم مدينة كاديتس، ووقعت المدينة تحت سيطرة الإسكندر
الكبير عام 332 ق.م بعد حصار طويل.
أصبحت غزة خلال العصر الروماني مركزا حضريا كبيرا، وأقيمت فيها الهياكل
إكراما لزيوس وافروديت وأبولو ومارناس الإله المحلي الرئيس في ذلك العصر، واتسعت
المدينة خارج حدودها السابقة، وبُني فيها الميناء القديم مايوماس. وتم خلال الفترة
البيزنطية تغيير اسم المدينة إلى قسطنتيا، وبُنيت فيها كنيسة كبيرة في موقع معبد
مارناس خلال القرن الخامس الميلادي، كما بُينت كنيسة القديس يوحنا المعمدان فوق
كنيسة الإمبراطورة ايدوكسيانا. وظهرت صورة المدينة على خريطة مادبا الفسيفسائية في
القرن السادس الميلادي كمدينة كبيرة تحتوي على شوارع معمدة وكتدرائية كبيرة في
الوسط. وظهرت أيضا على أرضية فسيفسائية في كنيسة القديس اسطفان في أم الرصاص في
القرن الثامن الميلادي. وقعت المدينة في عام 636م تحت الحكم الإسلامي، واشتهرت
بكونها المكان الذي دفن فيه هاشم بن عبد المناف الجد الثاني للنبي محمد عليه السلام، وتعتبر مسقط رأس الإمام
الشافعي. استرجع صلاح الدين الأيوبي المدينة من الفرنجة في عام 1187، وأصبحت جزءا
من الدولة الأيوبية. وكانت غزة خلال الفترة المملوكية عاصمة إقليمية. وانتقلت
المدينة في عام 1516 لتصبح تحت حكم الإمبراطورية العثمانية، وأعتبرت عاصمة ولاية
فلسطين، وازدهرت خلال هذه الفترة لتكون مركزا تجاريا هاما، ومحطة على طريق التجارة
الرئيس بين مصر وفلسطين والجزيرة العربية. وقعت غزة تحت حكم الانتداب البريطاني من
عام 1918 إلى عام 1948، وتحت الحكم المصري بين عامي 1948 وعام 1967، ثم وقعت تحت
الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967. وعادت غزة مرة ثانية تحت حكم شعبها بعد انتقال
السلطة الوطنية الفلسطينية إليها في عام 1995.
تعد غزة اليوم مركزا اقتصاديا في
المنطقة، وتزرع فيها الحمضيات وغيرها من المحاصيل، وتشتهر المدينة بالسجاد المنسوج
يدويا، والأثاث المصنوع من الخيزران، وتتميز بصناعة الفخار. كما تشتهر بالمأكولات
البحرية الطازجة، وفيها العديد من الحدائق العامة والمطاعم على طول الشاطئ، حيث
يستطيع الزوار الاستمتاع بنسيم البحر الأبيض المتوسط.
الجامع الكبير (المسجد العمري)
يقع المسجد في
وسط مدينة غزة في نهاية شارع عمر المختار، وأُطلق عليه هذا الاسم تكريماً لثاني
الخلفاء الراشدين؛ عمر بن الخطاب،
ويقال أن المسجد أقيم فوق معبد قديم لمارناس، ثم حول إلى كنيسة بيزنطية ثم إلى
مسجد في بدايات الفتوحات الإسلامية. احتفظ مخطط المسجد الحالي بأجزاء من الكنيسة التي بناها الإفرنجة النورمان في القرن
الثاني عشر الميلادي، والتي كانت مقامة على الطراز القوطي. أعيد بناء المسجد
وتوسعته في الفترات والمملوكية والعثمانية، وبنيت المئذنة في الفترة المملوكية وهي
من أبرز مكونات المسجد.
قلعة نابليون
تقع القلعة في
شارع الوحدة في وسط مدينة غزة. ويعود هذا المبنى الحجري الفخم إلى الفترة
المملوكية، وكان يعرف بقصر الباشا، لان نابليون (الذي كان يشار اليه بالباشا) قد
أمضى بضع ليال فيها خلال مروره بالمدينة عام 1799م.
كنيسة القديس بورفيريوس
تعود هذه الكنيسة إلى
القرن الرابع الميلادي، وهي المكان الذي توفي ودفن فيه القديس بورفيريوس. وتقع
الكنيسة في مدينة غزة القديمة، ولا زالت تستخدم من قبل الطائفة الأرثوذوكسية.
حي الزيتون
يعد حي الزيتون
من أقدم الأحياء في غزة، وهو يحتوي على العديد من البيوت القديمة الجميلة، التي
تتميز بأبوابها الخشبية المحفورة بصورة رائعة. ويوجد في هذا الحي أيضا كنيسة
كاثوليكية وأخرى بروتستنتية.
حي الدرج
يقع هذا الحي في
البلدة القديمة، ويحتوي على نافورة عبد الحميد العامة، والتي بنيت في القرن السادس
عشر الميلادي، وتم تجديدها من قبل السلطان عبد الحميد عام 1893م.
مسجد السيد هاشم
يقع هذا المسجد
في حي الدرج، وهو أحد أكبر مساجد غزه وأجملها. ويُعتقد بان قبر هاشم بن عبد المناف
جد النبي محمد عليه السلام – الذي توفي في غزة
أثناء رحلة تجارية – موجود تحت قبة المسجد.
ميناء انثيدون
هو أول ميناء
بحري معروف في غزة، وقد ذكر في الأدبيات الإسلامية تحت اسم تيدا. وكانت مدينة غزة
مأهولة بالسكان من عام 800 ق.م إلى عام 1100 م، وشهدت تعاقبا لسلسلة من الحضارات
المختلفة ومنها: الآشورية الحديثة والبابلية والفارسية واليونانية والرومانية
والبيزنطية والإسلامية المبكرة (الأموية والعباسية والطولونية والفاطمية).
يقع ميناء الانثيدون على بعد كيلومتر واحد إلى
الجنوب من ميناء مايوماس القديم والذي عرف
فيما بعد بأنه ميناء غزة. وكان الميناء مأهولا بالسكان بصورة دائمة، وأصبح
مدينة ساحلية مزدهرة ومتطورة خلال الفترة الرومانية. وورد ذكر ميناء مايوماس فقط
في المصادر الكلاسيكية المتأخرة والتي يعود أقدمها إلى فترة مبكرة من بدء تجارة
مدينة غزة مع اليونان. ويأتي أصل كلمة مايوماس من كلمة مصرية، ومعناها
“المكان البحري”.
لم يجر تحديد الموقع
الأثري لميناء انثيدون القديم بصورة دقيقة، ويٌنظَر للعديد من التلال الأثرية
الواقعة في أحياء مدينة غزة المختلفة على أنها الميناء القديم. ورغم ذلك، فان موقع
ميناء انثيدون على الأرجح، هو تلة تقع إلى الشمال من قطاع غزة، وتُعرف لدي السكان
المحليين باسم تيدا. كما وعرف ميناء الانثيدون باسم تايدا في العصور الوسطى.
ويتكون الموقع الحالي
من أنقاض معبد روماني وقسم من جدار، إضافة إلى حي روماني للحرفيين، وسلسلة من
البيوت الفخمة. وتم العثور في المنطقة على أرضيات فسيفسائية ومستودعات ومنشآت
محصنة. وتعود بقايا الموقع الأثري إلى أواخر العصر الحديدي، إضافة إلى الفترات
الفارسية والهيلينستية والرومانية والبيزنطية. تبلغ مساحة المنطقة التي خضعت للتنقيبات الأثرية حوالي 5 فدان.
وتحتوي على جدار مبني من طوب الطين، ويبلغ طوله 65 مترا، وهو محفوظ في حالة جيدة،
وكان قديما يحيط بمركز المدينة التجاري القديم. وتمتد الجدران الضخمة حوالي 30
مترا إلى الشرق، وبارتفاع استثنائي يبلغ 8 أمتار، وبسمك 6 أمتار.
تل أم عامر
يقع تل أم عامر في منطقة وادي غزة، بالقرب من
شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وأقدم سكن فيه يعود إلى الفترة الرومانية. يظهر تل أم
عامر على خريطة مادبا باسم تاباثا، وكان مأهولا خلال الفترة البيزنطية حتى أوائل
الفترة الإسلامية (من 400م إلى 670م). وهو مسقط رأس القديس هيلاريون الذي تلقى
تعليما ممتازا في الإسكندرية، كما ذهب إلى الراهب الانبا انطونيوس في الصحراء
للحصول على مزيد من المعرفة. وقد أسس ديرا للرهبان في القرن الثالث الميلادي،
ويعتبر مؤسسا للحياة الرهبانية في فلسطين. وقد تم تدمير الدير عام 614م.
يحتوي الموقع
على أنقاض دير القديس هيلاريون الذي ولد عام 291م. وتتكون هذه الأنقاض من كنيستين
وموقع للدفن، وقاعة للعماد ومقبرة عامة، وقاعة للجمهور وعدد من غرف الطعام. وكان
الدير يحتوي على العديد من المرافق، بما في ذلك صهاريج للمياه، وأفران من الطين،
وقنوات الصرف الصحي. وكانت الأرضيات مصنوعة من الحجر الكلسي، وبلاط الرخام،
والفسيفساء الملونة التي تصور مشاهد نباتيه وحيوانية. احتوت الأرضيات أيضا على نقش
يوناني مزين بزخارف دائرية. إضافة إلى ذلك، تم تجهيز الدير بالحمامات الكبيرة التي
يمكن أن تخدم الحجاج والتجار على نحو كاف خلال سفرهم من مصر إلى الهلال الخصيب عبر
طريق السهل الساحلي الفلسطيني المعروف باسم فيامارس.
خان يونس
تقع خان يونس
على بعد 25 كم جنوب مدينة غزة، وهي سوق للمنتجات الزراعية من القرى المجاورة. وبني
بها حصن كحامية عسكرية للجنود في القرن الثالث عشر الميلادي بهدف حراسة الحجاج
خلال رحلتهم من القدس إلى مكة. ويمثل السوق الأسبوعي في وسط المدينة نموذجا رائعا
للحياة التقليدية.
رفح
تقع رفح في
الطرف الجنوبي من قطاع غزة، وتتميز بشاطئها وكثبانها الرملية وبأشجار نخيلها.
وكانت هذه المدينة الكنعانية تسمى رافيا من قبل اليونان والرومان. عثر فيها على
بعض المساجد القديمة والمواقع الأثرية، إضافة إلى أرضية من الفسيفساء.
دير البلح
تُعرف دير البلح
بشواطئها وبأشجار النخيل. وكشفت الحفريات الأخيرة في هذه المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة عن مقبرة يعود تاريخها إلى أواخر
العصر البرونزي، إضافة إلى قطع من الفخار والمقابر والأواني البرونزية وأرضية من
الفسيفساء. ويوجد في دير البلح أيضا دير بناه القديس هيلاريون.
وادي غزة
يتميز هذا
الوادي بالتعرجات والانعطافات، إذ تقع في طريقه ثمانية انعطافات كبيرة خلال مروره
في قطاع غزة. ويتفاوت عرضه من منطقة لأخرى، وأعرض اتساع له بالقرب من مصبه، ويصل
إلى 100م. وتصب في هذا الوادي الرئيس ستة أودية صغيرة، أهمها وادي أبو قطرون إلى
الشمال، ووادي غلبه إلى الجنوب. إن فلسطين بشكل عام وقطاع غزة خاصة تقع في ركن من
أركان الجسر البري الذي يربط بين قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا، وهذا يجعل وادي غزة
محطة لتوقف العديد من أنواع للطيور المهاجرة. ولقد تم رصد مرور الآلاف من الطيور
عبر وادي غزة مثل طيور البط ومالك الحزين واللقالق وطائر الغرنوق وطيور البرشوش أو
النحام والطائر المخوض والطيور الكاسحة والجارحة، وطيور السمان والطيور الجواثم
وغيرها من الطيور. ويُعد طائر الشمس الفلسطيني من الطيور المستوطنة الأكثر شيوعا،
والتي تتواجد على مدار العام في قطاع غزة.
وتشير الدراسات
إلى وجود حاجة ماسة لحماية وادي غزة باعتباره موئلا للحياة البرية. وإن المخاطر في
المنطقة كبيرة جدا، إذ يواجه الوادي العديد من المشاكل البيئية، ومن هذه المشاكل
الأكثر ضررا، هو استخدامه لجمع مياه الصرف الصحي من مخيمات اللاجئين، ومكبا
للنفايات الصلبة.