مواقع التراث العالمي في فلسطين

التراث هو ارثنا من الماضي، نعيش معه في الحاضر وننقله للأجيال القادمة ليتعلموا منه ويبنوا رؤية ثقافية شمولية لحاضرهم ومستقبلهم مستمدة من ثوابت الماضي وفكر الحاضر. ويُعبر التراث عن مخزون الذاكرة الجمعية الفلسطينية المكون من تراث حي غير مادي كالعادات والتقاليد، والأغاني والقصص الشعبية والفلكلور وغيرها، ومن تراث مادي ثقافي منقول أو ثابت وتراث طبيعي كالمواقع واللقى الأثرية والبلدات القديمة والعمارة الشعبية والمشاهد الثقافية والطبيعية وغيرها التي نعتبرها هامة وذات قيمة ثقافية أو علمية، أو معمارية أو تاريخية أو جمالية أو دينية، وتشكل جزء من الذاكرة الجمعية والسردية الثقافية والعلمية للهوية الفلسطينية ولا يمكن استبدالها أو تجديدها.  ويختزن التراث الفلسطيني المعرفة والتجربة والمهارات التي تناقلتها الأجيال منذ القدم التي تعزز الوحدة والمواطنة وروح المشاركة بين أبناء الشعب الواحد والتكامل والحوار بين الشعوب الأخرى. من هنا تأتي أهميته وضرورة الحفاظ عليه وحمايته، والتعريف به وبأهميته وبتنوعه هي مسؤولية جمعية على الصعيدين الوطني الرسمي والشعبي والصعيد العالمي لتعزيز تكامل و تنوع الثقافة الإنسانية.

 لقد تبلور مفهوم التراث العالمي ذي القيمة العالمية الاستثنائية” في عام 1972 عندما تبنّت منظمة اليونسكو اتفاقية التراث العالمي. وتعتبر من أهم الاتفاقيات الدولية رواجا والتزاما، حيث صادقت عليها أكثر من 190 دولة، وتم تبنّي  مبادئها ومعاييرها في التشريعات الدولية  والوطنية في مختلف أنحاء العالم. ويتمحور مفهوم التراث العالمي حول الأهمية والقيمة العالمية الاستثنائية للمواقع المسجلة والتي تتجاوز أهميتها الحدود الوطنية وتصبح ذات أهمية مشتركة للأجيال الحاضرة والقادمة للبشرية جمعاء، ومسؤولية إدارتها والحفاظ عليها تتعدى دلالاته الوطنية، حتى لو بقيت المسؤولية الأساسية عنه للدول.
 

وتهدف الاتفاقية الى حماية التراث المسجل كتراث عالمي وإظهار أهميته وتسليط الأنظار نحو خطر اندثاره ان
لم يتم معالجة ما يحيط به من أخطار، وتحدد هذه الاتفاقية واجبات الدول التي وقّعت على بنودها في تحديد المواقع التي يمكن أن تُدّرج على قائمة التراث العالمي، وتحدد دورها في حماية هذه المواقع والحفاظ عليها ، بحيث يتعهد كل بلد بأن يحافظ على مواقع التراث العالمي الموجودة على أرضه، وحماية تراثه الوطني، كما تُشجَّع الاتفاقية على وضع حماية التّراثان الثقافي والطبيعي ضمن برامج التخطيط الوطنية، واعتماد تدابير توظّف هذا التراث في الحياة اليومية للمجتمع بما يساهم في تعزيز هويته وازدهاره الثقافي والاجتماعي والاقتصادي.

 

انضمام فلسطين الى اليونسكو :

اعترفت منظمة اليونسكو بعضوية فلسطين  الكاملة رسميا بتاريخ 31 أكتوبر/تشرين الأول  عام 2011م،

وقد استطاعت  دولة فلسطين تحقيق العديد من الانجازات داخل أروقة اليونسكو وسجلت ثلاثة مواقع على قائمة التراث العالمي وهي: مكان ولادة السيد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج /بيت لحم في عام 2012،  وفلسطين أرض العنب والزيتون: المشهد الثقافي لجنوب القدس/بتير   في عام 2014، وقد استطاعت فلسطين في عام  2017 تحقيق انجاز تاريخي اخر بتسجيل البلدة القديمة والحرم الابراهيمي في الخليل كتراث ثقافي فلسطيني معرض للخطر بسبب سياسات الاحتلال التهويدية  التي تتعرض لها البلدة القديمة في الخليل.

ومن الجدير ذكره ان المملكة الأردنية الهاشمية سجلت البلدة العتيقة وأسوارها في القدس على لائحة التراث العالمي عام 1981م. وتقوم الوزارة حاليا بتحضير ملف أريحا القديمة/ تل السلطان ليتم تسجيله على قائمة التراث العالمي. علما أن القائمة التمهيدية (المؤقتة) لفلسطين تضم 14 موقعا ثقافيا وطبيعيا سوف يتم تسجيلها خلال السنوات القادمة.